• الساعة الآن 08:07 PM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

من عبق التاريخ إلى هدير الديناميت.. ما الذي يحدث في قرية ذي اشرق؟!

news-details

 

ذي أشرق - النقار
ما الذي يحدث في قرية ذي اشرق بمديرية السياني من محافظة إب؟ يستفيق أهالي القرية على صوت انفجارات ضخمة تهز منازلهم، فثمة أعمال خفية تنفذها جماعة أنصار الله (الحوثيين) في الجبل المطل على القرية، ولا أحد يعلم طبيعتها. فقط أرتال من المسلحين بزي أمني وعسكري، وأطقم تمر شاخطة كالنار من أمام بيوت المواطنين وفي أزقة القرية، ذاهبة إلى ذلك المكان الذي يخضع لحراسة مشددة تمنع حتى الطيور من الاقتراب. 
يكتب الناشط فهد أمين أبوراس على صفحته في فيسبوك، إن "أهالي قرية ذي يشرق يعيشون هذه الأيام حالة من الخوف بسبب التفجيرات المتكررة فوق منطقتهم والتي تنفذ من قبل جهات بزي عسكري وتحت حراسة مشددة دون أي توضيح رسمي!". وأكد أن بيوت السكان تعرضت لأضرار واسعة، وتشققـت الجدران، كما تضررت الساقية وبرك الضوَاعي التي يعتمد عليها الأهالي، بفعل شدة الانفجارات.
أبوراس يستغرب مما يحدث من قبل جهة تدعي أنها دولة، فهل يمكن لدولة أن تقوم بأعمال في إحدى القرى وتضر بالمواطنين وبمنازلهم دون أن تعلن لهم عن طبيعة ما تقوم به؟ فالدولة الحقيقية بحسب أبوراس "تعلن ما تفعل وتعمل لحماية الناس لا لإيذائهم في الخفاء!".

بدوره، تساءل الناشط هيثم القيسي عما يحدث في قرية ذي اشرق وتحديدا في جبل الحيزم المطل على القرية، هل هو مشروع كسارة أخرى للقيادي في الجماعة أبو الحسن النوعة، المعين وكيلا لمحافظة إب، والذي يجول ويصول جائبا منطقة تتوزع في مديريتين وتتناثر قرى وجبالا يسيل لها لعابه؟ أم عمل خيري تنفذه الجماعة في الخفاء من باب أن إظهار عمل الخير إلى العلن يقلل من الثواب؟ 
لكن القيسي يكتب في منشور له على فيسبوك أرفقه بصورة ملتقطة للمنطقة من الجبل التي يجري العمل فيها قائلا: "من هنا يبدأ النفق". فأي نفق تريد الجماعة حفره يا ترى في ذلك الجبل؟ 
يشير القيسي إلى أن الصورة التقطت "قبل أن يبدؤوا بحفر الإنفاق وقبل أن يبدؤوا في أي عمل، وقبل شق الطريق... افهموا"، مضيفا: "والآن حراسة مشددة بشكل خيالي بعد أن قاموا بحفر الأنفاق".

تقع قرية ذي اشرق على سفح جبل الحيزم وأعلى وادي نخلان في مديرية السياني بمحافظة إب، وترتبط بطريق رئيسي يربط محافظتي إب وتعز، ما يجعلها ذات أهمية جغرافية وممر حيوي.
ومن حيث الأهمية التاريخية تعد من القرى القديمة في محافظة إب، حيث تضم معالم أثرية أبرزها جامع عمر بن عبد العزيز، الذي يعكس الطابع الإسلامي التاريخي للمنطقة.  
خلال الفترة الأخيرة شهدت القرية تفجيرات بالديناميت في جبل الحيزم المحاذي لها، ما تسبب بتشققات في منازل المواطنين وإثارة مخاوفهم، خصوصاً أن التفجيرات تحدث غالباً في الليل.  
وبحسب تقارير محلية فإن جماعة أنصار الله الحوثيين شرعت في أعمال حفر ليلية واستحدثت أنفاقاً ومواقع عسكرية في جبل الحيزم، ما أدى إلى سماع دوي انفجارات متكررة وزيادة حالة الهلع بين الأهالي.  
تقدم الأهالي بالكثير من الشكاوى للجهات المعنية في سلطة صنعاء (الحوثي) لكن لم يتم الاستجابة لها، فيما مُنعوا من الاقتراب من مواقع التفجيرات، التي تحولت بحسبهم إلى منطقة عسكرية محظورة.

هكذا تحول جبل الحيزم من حارس أسطوري للقرية إلى نفق غامض لا أحد يدري لماذا وكيف، وهكذا تبقى قرية ذي اشرق شاهدا حيا على مفارقة صارخة: قرية أثرية تحمل ذاكرة التاريخ الإسلامي، لكنها اليوم محاصرة بأصوات التفجيرات وأطقم المسلحين، فيما الأهالي يتساءلون عن سر الأنفاق التي تُحفر في الجبل ولماذا لم يعد حارسا لقريتهم.

شارك الخبر: