• الساعة الآن 11:43 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

سبتمبر المجيد.. الحدث الأعظم في وجدان شعب وذاكرة أمه

news-details

خاص-النقار

هناك أحداث في تاريخ الأمم لا يمكن القفز عليها بأية حال من الأحوال. وليس من المبالغة في شيء أن يقال إن السادس والعشرين من سبتمبر 1962 هو واحد من تلك الأحداث. بل هو أعظم حدث يمني على الإطلاق، ولا يمكن لحدث آخر أن يضاهيه. 
مجيد هو ذلك اليوم، وليس لأي قوة أن تنتزعه من وجدان اليمنيين ولا من ذاكرتهم. فهو وجدان شعب وذاكرة أمة. فماذا تريد الجماعة من سبتمبر؟ هل تريد أن تلغيه بحدث آخر؟ حسنا، لقد فعلت ففشلت، وما تزال تفشل. ومنذ أحد عشر عاما من حدثها الفاشل، لم يزدد وهج سبتمبر إلا توقدا ولم تزدد هي إلا فشلا.  
أحد عشر عاما وهي تعمل على تشويه وطمس إحراق ذلك اليوم، وبكل ما لديها من إمكانيات وقوة وصلف. غيرت المناهج الدراسية،  أحرقت وأخفت أرشيف الثورة في الصحف والإذاعات، أسقطت أسماء الثوار من المدارس والشوارع واستبدلتها بثوارها، جعلت من طومر مكان علي عبد المغني، ومعاذ الجنيد مكان البردوني، سرقت نصب الجندي المجهول، أخفت دبابة المارد من ميدان التحرير، أخمدت الشعلة الأصلية وجاءت بشعلة مستعارة توقدها هي كما تريد، حشدت المنابر والندوات والفعاليات وجيشت الإعلام بكل وسائله ضد ذلك اليوم وضد ثواره ورجاله. 
ثم ماذا؟ لا شيء سوى أنها زادت من إصرار الناس على التشبث بثورتهم وجعلتهم يدركون عظمة السادس والعشرين من سبتمبر 1962. 
خسرت الرهان وأفضى بها حقدها الدفين إلى رعب تعيشه سنة بعد أخرى، ومع كل ذكرى تحل في موعدها الخالد. أرادت من سبتمبر أن يتسع ليوم آخر فرفض أن يكون إلا ذلك اليوم فقط وفقط. فعرفت بذلك حجمها الحقيقي من خلال الرعب الذي يتجلى في تصرفاتها. السجون ممتلئة بالمعتقلين، والبيانات النارية تصدر بحق "كل من تسول له نفسه" حسب توصيفاتها الاستعراضية. حتى العلم الوطني يصبح تهديدا مرعبا لها، وذلك لأن رفعه يعني سقوطها، ولأن سبتمبر لا يمكن أن يكون سوى ذلك اليوم.

شارك الخبر: