تتزايد الإصابة مؤخرًا بمرض اليد والقدم والفم (HFMD)، خاصة لدى الأطفال دون سن الخامسة.
لكن ما هو مرض اليد والقدم والفم بالتحديد؟ وكيف ينتشر؟ وما أعراضه؟
تجيب على بعض الأسئلة الخبيرة الطبية لدى CNN، الدكتورة لينا وين. وتعمل وين كطبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة في جامعة جورج واشنطن، وقد شغلت سابقًا منصب مفوضة الصحة في مدينة بالتيمور.
CNN: ما هو مرض اليد والقدم والفم؟
الدكتورة لينا وين: مرض اليد والقدم والفم عبارة عن فيروس شديد العدوى يُصيب الرضع والأطفال الصغار بشكلٍ رئيسي. يُسبِّب المرض مجموعة من الفيروسات المعروفة باسم الفيروسات المعوية، وأكثرها شيوعًا فيروس "coxsackievirus A16".
يأخذ مرض اليد والقدم والفم اسمه من القروح الصغيرة الذي تشبه البثور، الذي يتسبّب بظهورها على اليدين، والقدمين، وداخل الفم.
رُغم أنّ المرض قد يكون مزعجًا، إلا أنّه خفيف عادةً، ويزول من تلقاء نفسه.
CNN: كيف ينتشر المرض، ومن هم الأفراد الأكثر عرضة للخطر؟
الدكتورة لينا وين: ينتشر مرض اليد والقدم والفم بسهولة بالغة من خلال الاتصال الشخصي الوثيق والأسطح الملوثة. يمكن أن يُصاب الشخص بالعدوى بعد التعرّض للرذاذ الناجم عن السعال، أو العطس، أو الحديث مع شخصٍ مصاب.
كما يمكن أن ينتشر من خلال ملامسة شخص مصاب، عبر العناق، أو التقبيل، أو مشاركة الأكواب وأدوات الطعام على سبيل المثال.
يتواجد الفيروس في البراز أيضًا، لذا فإنّ تغيير الحفاضات أو مساعدة طفل مريض في الحمام يمكن أن يؤدي إلى التعرّض للعدوى في حال عدم غسل اليدين جيدًا.
يمكن للمرض أن ينتشر أيضًا عندما يلمس شخص ما الأغراض الملوثة بالفيروس، مثل الألعاب، أو مقابض الأبواب، ومن ثمّ يلمس عينيه، أو أنفه، أو فمه.
الأطفال الصغار هم الأكثر عرضة للخطر لأنّ أجهزتهم المناعية لا تزال تتطور، كما أنهم أكثر ميلاً لمواجهة صعوبة في الحفاظ على النظافة الشخصية، ومشاركة الألعاب، والتعامل عن قرب مع الآخرين.
CNN: ما هي الأعراض؟ وإلى متى تستمر؟
الدكتورة لينا وين: عادةً ما تكون الحمّى أول علامة على المرض، يليها التهاب في الحلق وشعور عام بالتوعك.
تبدأ هذه الأعراض الشبيهة بأعراض الإنفلونزا عادةً بعد ما يتراوح بين 3 و5 أيام من الإصابة بالفيروس.
بعد يوم أو يومين، قد تظهر بقع صغيرة مؤلمة داخل الفم، غالبًا على اللسان، أو اللثة، أو الجهة الداخلية من الخدين.
قد تتحول هذه البقع إلى بثور أو قرح صغيرة، ما يجعل استهلاك الطعام أو الشراب صعبًا على الأطفال.
في الوقت ذاته تقريبًا، قد يظهر طفح جلدي على اليدين والقدمين، وأحيانًا على المؤخرة، أو الساقين، أو الذراعين.
قد يبدو الطفح الجلدي كبقع حمراء مسطحة أو نتوءات صغيرة يمكن أن تُشكل بثورًا، لكنه لا يُسبب حكة عادةً.
تُعتبر غالبية الحالات خفيفة وتختفي من تلقاء نفسها في غضون ما يتراوح بين أسبوع و10 أيام تقريبًا.
CNN: هل يمكن للبالغين الإصابة بهذا المرض أيضًا؟
الدكتورة لينا وين: نعم، رُغم أنّه أكثر شيوعًا بين الأطفال الصغار.
غالبًا ما يمتلك البالغون نسبة معينة من المناعة بما أنّ غالبية الأشخاص يتعرضون للعدوى لأول مرة خلال مرحلة الطفولة.
مع ذلك، يمكن لأي شخص لم يُصَب بالعدوى من قبل أو يعاني من ضعف جهاز المناعة أن يُصاب به من خلال الاتصال الوثيق بشخصٍ مريض.
عندما يُعاني المراهقون أو البالغون بمرض اليد والقدم والفم، تكون الأعراض خفيفة عادةً أو قد لا تظهر على الإطلاق.
قد يُصاب بعض البالغين بالتهاب في الحلق أو طفح جلدي خفيف فحسب من دون تقرحات الفم أو البثور المعتادة، لكن لا يزال بإمكانهم نقل الفيروس للآخرين، بمن فيهم الأطفال الصغار.
CNN: كيف يتم تشخيص مرض اليد والقدم والفم وعلاجه؟
الدكتورة لينا وين: عادةً ما يُشخِّص مُقدّمو الرعاية الصحية المرض بناءً على الأعراض المُميزة والتعرض الحديث لأطفال مصابين آخرين.
عادةً ما يكون الفحص البدني كافيًا لتأكيد التشخيص. وفي حالات نادرة، إذا بدا المرض غير معتاد أو شديدًا، فقد يأخذ الطبيب مسحة من الحلق أو عينة من البراز لرصد الفيروس المُحدّد.
لا يوجد دواء محدد لعلاج مرض اليد والقدم والفم. وبما أنّه فيروسي، فإن المضادات الحيوية لا تُجدي نفعًا.
يركز العلاج على تخفيف الأعراض، حيث يمكن لمسكّنات الألم المتاحة من دون وصفة طبية، مثل الأسيتامينوفين أو الإيبوبروفين، أن تساعد في خفض الحمى وتخفيف ألم الفم. كما أن تناول الأطعمة اللينة والباردة يجعل الأكل والشرب أكثر راحة.
CNN: هل يجب على أولياء الأمور إبقاء أطفالهم في المنزل والامتناع عن إرسالهم إلى المدرسة أو الحضانة؟
الدكتورة لينا وين: بما أنّ مرض اليد والقدم والفم يكون خفيفًا عادةً، فقد لا يحتاج الأطفال إلى البقاء في المنزل طوال فترة المرض.
تنص إرشادات المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها (CDC) على أن الأطفال يستطيعون العودة إلى المدرسة أو الحضانة بمجرد اختفاء الحمى، والشعور بتحسن كافٍ للمشاركة في الأنشطة العادية، والتعامل مع أي تقرحات في الفم بدون سيلان مفرط للعاب.
CNN: هل هناك خطوات يمكن للعائلات اتخاذها للمساعدة في الوقاية من العدوى؟
الدكتورة لينا وين: نعم. يُعد غسل اليدين بانتظام وبشكلٍ جيد من أكثر الإجراءات الوقائية الفعالة.
يمكن أن تُساعد تغطية الفم والأنف عند السعال أو العطس، باستخدام منديل ورقي قابل للرمي أو الجزء الداخلي من المرفق، في منع انتشار الرذاذ المحمّل بالفيروسات.
كما يُنصَح بتنظيف الأسطح والأشياء التي تُلمَس كثيرًا وتعقيمها بانتظام، وتجنّب الاتصال الوثيق مع الأفراد المصابين.