• الساعة الآن 06:11 AM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

حسن الوريث يكتب: الفوضى في اليمن مسؤول فاسد وصحفي مطبّل

news-details

 

حسن الوريث

نصحني صديقي الصحفي والإعلامي المتميز أن اتعامل بمرونة وانضم إلى فرقة وجوقة الصحفيين والاعلاميين المطبلين من أجل لقمة العيش .. قلت له يا صديقي العزيز.. لست اول من يطلب مني أن أتخلى عن المبادئ المهنية وانضم إلى جوقة المطبلين مقابل اغراءات كبيرة لكني رفضت هذه العروض لأنها تتعارض مع مبادئي ومع المهنية الصحفية والإعلامية..

قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز..

في هذا الزمن الكتابة المدح والثناء للمسؤولين هي وسيلة للبقاء على قيد الحياة والحصول على راتب بدل الوظيفة التي لم تعد موجودة وعليك ان تعيش حياتك ماعتنفعك المبادئ حقك عتموت جوع انت واسرتك  .. قلت له يا صديقي العزيز.. المهنة الصحفية تستدعي شجاعة أخلاقية ومهنية لا تُساوم والتضحية بالمبادئ من أجل لقمة العيش خيانة للمهنية وتُجرد الصحافة من جوهرها ثم هل تعرف ان انتشار الفساد في بلادي بسبب وجود صحافة التطبيل والنفاق والكذب لأنها تشجع الموظف والمسئول الفاسد والكذاب على الاستمرار في الفساد والنهب؟ وهل تعرف ان الفوضى التي تعيشها بلادنا اليمن مقصودة وممنهجة ومتعمدة لأنها مصدر دخل الفاسدين واللصوص وكذابين الزفة؟ وهل تعرف ياصديقي الصحفي والإعلامي أنني تلقيت عروضا مغرية للصمت لكني رفضتها كلها رغم الأوضاع والظروف الصعبة التي امر بها لكن الوطن أغلى مهما كان الثمن ؟؟ ..

قال صديقي الصحفي والإعلامي المتميز.. انتقاد المسؤولين في هذه الظروف الاستثنائية يُضعف الجبهة الداخلية ويُخدم العدو.. قلت له يا صديقي العزيز.. الصحافة الحرة هي من تُقوّي الجبهة الداخلية عبر كشف الفساد ومحاربته لا عبر التستر عليه أما التطبيل فهو يُقدم خدمة مجانية للمفسدين الذين يستغلون الظروف لنهب ثروات البلاد ..

في ختام حواري مع صديقي الصحفي والإعلامي المتميز لم نصل إلى تفاهم لأنه مقتنع ويدعوني بل وينصحني بأن أترك المبادئ والمهنية الصحفية والوطنية جانبا وانتقل إلى صف المطبلين من أجل لقمة العيش بينما انا ارى ان  الصحافة الحرة هي العين الساهرة والصوت الصادق والضمير اليقظ الذي يحاسب ويراقب ويُسهم في بناء دولة يسودها القانون وان صحافة التطبيل والنفاق تُشرعن الفساد وتُعمق الفوضى وتُسهم في إخفاء الحقيقة عن المواطن اليمني المغلوب على أمره وان انتشار الفوضى والفساد في اليمن بسبب مسئول فاسد يعتمد على صحفي مطبل ولا يمكن  الخروج من هذه الاوضاع والفوضى والفساد دون استعادة دور الصحافة كقوة رقابية حقيقية وان صمتنا عن الفساد وتطبيلنا لرموزه هي مستقبل أجيالنا الذي يهدر يوماً بعد يوم.. فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو فوضى عارمة ومسئول فاسد وصحفي مطبل وغياب الكلمة الحرة الصادقة ؟

شارك المقال: