د. عبدالله صلاح
هكذا،
عندما تفقد مؤسسات الدولة حضورها ودورها،
ويعطل القانون،
وتغيب الرقابة والمحاسبة،
وينعدم الضمير الإنساني،
يكون المواطن المسحوق البائس ضحية جشع الأطباء والمستشفيات الخاصة.
هكذا،
عندما يتحول ملائكة الرحمة إلى ملائكة عذاب، لا يجد المريض خيارا أمامه، سوى الموت قهرا، أو عجزا عن شراء علاج، أو إجراء عملية.
هذه التسعيرة المرفقة من مستشفى الدكتور البلعسي بذمار، خاصة بأخي صلاح، يحفظه ربي ويعافيه، الذي يعاني من ألم في الجيوب الأنفية، وقرر له الدكتور عملية، وكانت التكاليف على النحو المرفق.
قد نقبل بمبلغ العملية، وإن كان مبالغا فيه بشكل مفرط، وقد نقبل بمبلغ التخدير، وإن تجاوز الحد المعقول، لكن الذي لا يمكن تصديقه وقبوله، المبالغ المضافة تحت مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، كالمستلزمات والإجراءات..
مستلزمات بمبلغ وقدره (19750)، وإجراءات بمبلغ وقدره (22000)، ما هذه المستلزمات والإجراءات؟!!!!...
هل من حق المريض معرفة طبيعة هذه المستلزمات والإجراءات السرية؟!!! ..
الدكتور البلعسي مشهود له بالكفاءة في تخصصه، لكنه، في الوقت نفسه مشهود عنه -بالإجماع- الذبح والسلخ للمرضى من دون شفقة أو رحمة.
أيها السادة الأطباء، هل تعلمون بأوضاع الناس، أم أنكم تعيشون في أبراجكم الخاصة؟ !! ...
أيها الأطباء، قيمتكم في إنسانيتكم، فإذا فقدتم هذه الإنسانية، وتحولتم إلى تجار، فعلى الدنيا السلام..
إننا نضع هذه القضية أمام جهات الاختصاص، لمراقبة العيادات والمستشفيات الخاصة وضبطها، رأفة بالشعب، ليس مستشفى الدكتور البلعسي فحسب، بل كل المستشفيات في كل المحافظات.
كما نضعها أمام الرأي العام؛ لإثارة الموضوع والضغط على الأطباء المتاجرين بأوجاع الناس؛ لردعهم وإعادتهم إلى الصواب، فالشعب كله مطحون بالجوع والفقر، فلا مرتبات ولا أعمال، ولا منظمات إنسانية، تخفف من المعاناة.
الخلاصة، هذه العملية التي تقررت في مستشفى الدكتور البلعسي بمبلغ وقدره (489250 ريال )، سيتم إجراؤها في مستشفى آخر بمبلغ لا يتجاوز (200000 ريال)، والعاقبة للمتقين....