• الساعة الآن 05:50 AM
  • 13℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

خطر المغامرة غير المدروسة

news-details

 

 

نائف القانص

لا يمكن لحدث معين أن يشكل ظاهرة مستقلة، فالظواهر هي نتاج تراكمي لأحداث متتالية تحمل دلالات وإشارات مترابطة.

الواقع الذي نعيشه اليوم لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تراكمات عميقة وخطيرة على مدار الزمن.

الانقسام الحاد، المشبع بالطائفية والمذهبية والمناطقية، إلى جانب تبادل الاتهامات بالخيانة والعمالة، جعل الكثيرين يغفلون عن الثوابت الحقيقية التي تحكم السياسات الدولية.

في الدول الراسخة والمستقرة، تُصنع القرارات وفق استراتيجيات مدروسة لا تتبدل بسهولة، ويتم تنفيذ المخططات بناءً على رؤية طويلة المدى تمتلك الأدوات والإمكانات الكافية للتأثير في مجريات الأحداث.

في المقابل، فإن أخطر ما يضر بالقضايا المصيرية هو خضوع الأغلبية للعاطفة، حيث يتحول طرحهم ونقدهم إلى ردود فعل انعكاسية على الأحداث المؤلمة، دون إدراك تبعات ذلك أو استيعاب ردود الفعل المحتملة من الأطراف الفاعلة.

عند التعامل مع القوى الكبرى والدول المؤثرة في النظام الدولي، يقع البعض في فخ الاعتقاد بأن أي تصرف صادر عن هذه الدول هو بالضرورة موقف عدائي أو دعم مباشر للخصم، وهو تقييم سطحي يتجاهل موازين القوى وحسابات المصالح التي تحكم السياسة الدولية وفق النظرية الواقعية الجديدة.

الأخطر من ذلك، عندما يتبنى صانع القرار هذا النهج العاطفي، فيندفع لاتخاذ قرارات مواجهة دون دراسة دقيقة للعواقب، متجاهلًا الإمكانات المتاحة ومدى تكافؤ القوى، مما يؤدي إلى مغامرات غير محسوبة العواقب قد تفضي إلى كوارث لا يمكن احتواؤها.

شارك المقال: