• الساعة الآن 06:26 PM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

مكاشفات البخيتي مستمرة.. اليمن فرض كفاية والسودان فرض عين

news-details


خاص-النقار
رحل الصحفي خليل العمري قبل أن يكشف "مفاضحات" القيادي في الجماعة محمد البخيتي، لتستمر تلك "المكاشفات" بوتيرة أعلى، حتى وصل به الأمر إلى القول إن جماعته مستعدة للتدخل في السودان إذا طُلب منها ذلك، وتحديدا من قبل الإخوان المسلمين. والغريب أن هؤلاء "الإخوان المسلمين" هم أنفسهم الذين ينتقدهم البخيتي في اليمن. لكنهم في غير اليمن يلبسون ثيابا خضرا من سندس وإستبرق، فيتوق البخيتي وجماعته إلى تلبية كل من يطلبونه منهم. الحديث ليس عن مجنون ذمار، ذاك الذي يُنسب إليه الكثير من المفارقات الغريبة في المرويات الشعبية، بل عن محافظ ذمار شخصيا وأحد القيادات اللامعة في الجماعة. فالبخيتي من اللمعان بحيث يبحث في أرجاء الوطن العربي عن صرخة مظلوم لينصفه، بينما يترك لـ"المعنيين" في محافظته الأبية حرية اعتقال العشرات يوميا أو شبه يومي لكونهم مخربين عملاء و"إخوان". لكنه في السودان يعرض استعداد جماعته للتحالف مع الإخوان وينتظرون الرد منهم على أحر من الجمر. تصريح كهذا كان كفيلا بأن يُعيد الجلطة إلى العمري لو كان حيا، خصوصا أن المكاشفات السابقة للبخيتي أكدت أن الجماعة لا علاقة لها بشيء اسمه اليمن، ولا بوحدة أرضه وترابه، وأنها مجرد "مكمّل" للشعب، بعد أن جرّت الويلات على البلاد وساقتها إلى أتون الحرب والتمزق. لكن السودان بالنسبة للبخيتي قصة أخرى، وربما لن ينتظر حتى يُطلب منه التدخل هناك؛ إذ يكفي أن يكون القات في ذمار رديئا هذه الأيام لنسمع تصريحا يعتبر التدخل في السودان فرض عين. كثيرون كانوا يتطلعون لمعرفة نوعية تلك "المفاضحات" التي وعد العمري بكشفها، فضلا عن أسرار أخرى ألمح إليها في واحدة من تغريداته الأخيرة على منصة "إكس"، تحدث فيها عن "رأسين كبيرين" سينثرانها ويرحلان عن صنعاء. لكن جلطة دماغية أسكتت كل ذلك، وأدخلته في غيبوبة انتهت برحيله محمّلا بالأسرار، تاركا أولئك "الناثرين" يرفعون أيديهم بالشكر، تماما كما فعل معاوية حين قال إن لله جنودا من عسل. ومن يدري، لعل الجلطات الدماغية المفاجئة التي تُشخّص بسرعة البرق ليست سوى "عسل معاوية" بنكهة الجماعة للتخلص من الأصوات المزعجة. يبقى ذلك مجرد احتمال، لكن اليقين هو أن موت خليل العمري أزاح الطريق أمام البخيتي وغيره من قيادات الجماعة ليمدوا أقدامهم بلا مبالاة، وكأنهم في استراحة طويلة على حساب وطنٍ يتفتت وشعبٍ يجوع وسجونٍ تتسع إلى ما لا نهاية.

شارك الخبر: