• الساعة الآن 01:05 AM
  • 13℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الشعار المفقود: من إسقاط الجرعة إلى تغييب الحقيقة

news-details

خاص-النقار

"عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج للناس شاهراً سيفه"،  الشعار الذي خفق يوما في أيدي المجاهدين وامتد لافتات ولوحات في شوارع المدن، متمثلا في مطلب واحد: "إسقاط الجرعة الظالمة التي فرضتها على الشعب اليمني حكومة السبت".  
كان ذلك قبل أكثر من عقد من الزمان حين رفعته جماعة أنصار الله سيفا في وجه ما كانت تسميها حكومة السبت، وانتصرت لمن لا يجد قوت يومه بأن دخلت صنعاء واستولت على السلطة وأصبحت هي الحاكمة، والحمد لله رب العالمين. 
الأمر أشبه بالمروية الشعبية التي تتحدث عن أتان خرجت تبحث عن ابنها الضائع، فرأت ضبعا في طريقها. سألته ما إذا كان قد رأى صغيرها، فأجابها: كلا لم أره، ولكن بإمكاني أن أساعدك في البحث عنه. شكرت له الأتان معروفه وراحا يبحثان. وبعد وقت جاءها بخبر مفرح وهو أنه قد عثر على صغيرها. وعندما سألته أين هو، قال: لقد أكلته جزاء قيامي بالبحث عنه. 
قد لا يكون الأمر هو نفسه عند أنصار الله، لكن الشعار الذي رفعته لإسقاط الجرعة فأسقطت به البلاد واستبدلت به حكومة السبت بحكومة الجمعة حدث أن اختفى نهائيا منذ ذلك الحين ولم يُعثر له على أثر. 
البعض يقولون إنه هو الذي سقط لا الجرعة. والبعض الآخر يقولون إنه مخفي قسرا في زنزانة لا يصل إليها أحد. وآخرون قالوا إنه مطلوب أمنيا لدى سلطة صنعاء وقامت وزارة داخليتها بتعميم اسمه على جميع المنافذ وأصدرت تعليمات عبر خطباء المساجد بأن على المواطنين إبلاغ السلطات فورا عن مكان تواجده، وأن من يتهاون أو يتستر عليه فهو صهيوني عميل ولا يلومن إلا نفسه. 
وأيا يكن، فإن جهات تاريخية ومراكز بحوث مختلفة لا تفتأ تناشد الجماعة الكشف عن مصيره، لا لشيء إلا لأن الخلاف مازال محتدما عند الرواة حول ما إذا كان علي أم أبو ذر هو الذي قاله، وبالتالي لا أحد سيحسم هذه المسألة الخلافية سوى الشعار نفسه. وربما أن تلك الجهات ما تزال تنتظر ردا من جماعة أنصار الله أين ذهبت بالشعار وما الذي فعلته بخصوص "الجرعة الظالمة".

شارك الخبر: