خاص-النقار
عند مؤمنين خلص كمحمد علي الحوثي ونصر الدين عامر، لا يمكن للكرش أن يغدو تلوثا بصريا أو استفزازا خادشا للسكينة العامة، بقدر ما أنه التعبير الفعلي لمرحلة التقشف الثوري التي يعيشها أنصار الله قولا وفعلا.
وإذا كان الكثير من المؤمنين يحرصون على إخفاء كروشهم من منطلق (إذا ابتليتم فاستتروا)، فإن الكرش عند أبو أحمد ونصر عامر عبارة عن قيمة فائضة لا يمكن إخفاؤها، نظرا لكونها لم تعد تقتصر على منطقة البطن فحسب، بل وتسللت لتشمل أجزاء الوجه ومناطق أخرى من الجسد. وهنا ليس للحزام الغليظ الملتف على الخصر، ولا للجنبية المتمددة على كامل البطن أن يسترا ما يريد الله إظهاره. إذ يكفي أن تلتقط لأحدهما صورة حتى تكون ذاكرة الهاتف قد امتلأت.
وعلى أية حال لا بد من القول إن النظرة للكرش على أنه عنوان للتخمة ولحالة الترف هي نظرة قاصرة، خصوصا إذا عرفنا أن الزبادي هو الوجبة الوحيدة عند الجماعة. وبالتالي ظاهرة الكرش المتجلية في محمد علي الحوثي ونصر الدين عامر هي أن البكتيريا النشطة في مادة الزبادي تجد في بطنيهما بيئة خصبة للتكاثر، فتظل تتكاثر وتتكاثر إلى ما لا نهاية. وهذا هو السبب في كون الكرش عندهما قيمة فائضة للتقشف، بحيث لا تنحصر في البطن فحسب، بل وتظهر آثارها في الوجه أيضا.