• الساعة الآن 12:54 AM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

من أربعاء المحاضرة إلى خميس الخطاب إلى الجمعة الجمعة.. أما بعد!

news-details

خاص-النقار 
كان لطه حسين، الأديب المصري المعروف، حديث أربعائي في صحيفة السياسة التي كان يرأس تحريرها محمد حسين هيكل. تحول بعدها ذلك الحديث إلى كتاب يحمل العنوان نفسه: حديث الأربعاء. 
اليمنيون هم أيضا لديهم حديث أربعاء خاص بهم، ولكن على الطريقة الأنصارية. حيث يكون على الموظف الذي هو بلا راتب ولا مستحقات، وبلا شيء يفيد أصلا بأنه مازال موظفا، أن يحضر صباحا إلى جهة عمله، يوقع على كشف الحضور ويتجه مباشرة لسماع محاضرة السيد الأربعائية. صحيح أن العنوان لا يوافق حديث الأربعاء لطه حسين، لكنه في المضمون يجعل من صباح الموظف وجبة دسمة تغنيه عن الأكل تماما لمدة أسبوع، وليس مجرد مقال في صحيفة سرعان ما يتم طيها في انتظار أربعاء قادم. الحديث هنا عن شيء مقدس يتجاوز حدود اللغة والأيام. ووحدهم الموظفون هم الذين يعرفون ماذا تعني محاضرات السيد الأربعائية. 
بطبيعة الحال ليس ذلك كل شيء، فالأربعاء يليه الخميس، والخميس له نكهته الخاصة ومذاقه المختلف، على الأقل في كونه يأتي دائما قبل الجمعة. وبالتالي لا بد من حديث خميسي للسيد موجه لكافة أبناء "شعبه العزيز" ويُنقل بالبث المباشر عبر الشاشات ومحطات الراديو ومكبرات الصوت ويسمعه العالم أجمع وليس فقط مجموعة موظفين في مكاتب إدارية خاملة. 
في ذلك الخطاب الخميسي من كل أسبوع، يكون "السيد" قد ظهر لمدة تقارب الساعة كاشفا للعالم المزيد والمزيد من الخفايا والحقائق الصادمة، ليكون بذلك قد استحق أن يطلَق عليه "سيد الخطاب"، مثلما أصبح يطلق على حديثه الخميسي "خطاب السيد". 
فوق هذا كله، يبدو أن ما كشف عنه "السيد" في خطاب اليوم كان استثنائيا، باعتبار أن وكالة سبأ العامرية في صنعاء لم تكف منذ ساعات العصر عن التغريد في مواقع التواصل الاجتماعي بمقتطفات من مثل: "اليهود أسسوا للكثير من الخرافات والأباطيل والأقوال التي فيها إساءات كبيرة إلى الله لترميز هيكلهم المزعوم"، "عنوان الهيكل المزعوم هو عنوان أساس في مخططهم الصهيوني وأحاطوه بخرافات وأساطير بشعة جداً فيها إساءة كبيرة إلى الله سبحانه"، "الآمال والطموحات التي جعل اليهود منها معتقدا دينيا هي أهواء ورغبات تعبر عن أطماعهم وتنسجم مع نفسيتهم الخبيثة الإجرامية"، "الصهيونية العالمية في أمريكا وأوروبا توفر الدعم الكامل للصهاينة في فلسطين لتحقيق هدف هدم المسجد الأقصى وتهويد القدس".
هذا غيض من فيض فقط، وإلا فالحقائق التي حملها خطاب اليوم هي أكبر من أن تتوقف عند وضع داخلي ومرتبات مقطوعة وفقر وصل حتى العظم، بل إنها حقائق للعالم أجمع يكشف عنها دائما للمرة الأولى وليس لأحد أن يكون قد عرفها أو سمع عنها من قبل، وعليه فقد يتقدم نصر الدين عامر للقيادة العليا مع التحية بمقترح طباعتها في كتاب وإخراجها للناس حتى تعم الاستفادة وتنزل البركة... وهكذا وهكذا، حتى يكون اليمنيون قد تحرروا نهائيا من مطالبهم وهمومهم اليومية وعاشوا أعمارهم طولا وعرضا، من أربعاء المحاضرات إلى خميس الخطابات إلى جمعة الجمعة.

شارك الخبر: