• الساعة الآن 09:44 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

السويد: السجن المؤبد لداعشي شارك في حرق الكساسبة

news-details

أصدرت محكمة ستوكهولم اليوم الخميس حكمها بالسجن مدى الحياة على الجهادي السويدي أسامة كريم، بعد إدانته بالمشاركة في قتل الطيار الأردني معاذ الكساسبة حرقا في سوريا من جانب تنظيم داعش عام 2015، في حكم "يشفي الصدور" بالنسبة لعائلة الطيار.

وفي بيان صدر عن محكمة ستوكهولم، قالت القاضية آنا ليلينبرغ غوليسيو "كان المتهم موجودا في مكان الإعدام بزي (عسكري) ومسلح ووافق على تصويره (..) وساهم بشكل حاسم في مقتل الضحية ويجب أن يعتبر مشاركا في تنفيذ الوقائع".

وتعتبر المحكمة السويدية هي الجهة الأولى التي تحاكم شخصا على خلفية جريمة القتل هذه، التي أثارت استنكارا دوليا عام 2015.

وقالت القاضية إن أدلة الفيديو أظهرت أن رجلا آخر أشعل النار "ما تسبب بشكل مباشر في وفاة الطيار الأردني"، مضيفة  "إن "أفعال المدعى عليه ساهمت بشكل كبير في وفاة الضحية، ما يستدعي اعتباره مرتكبا للجريمة".

"هذا الحكم نوعا ما جاء يشفي صدورنا" 

وبدوره، قال جودت الكساسبة، شقيق الطيار، إن "الفيديو الذي اصدرته داعش عام 2015 كان اسمه "شفاء صدور المؤمنين" وهذا الحكم نوعا ما جاء يشفي صدورنا (كعائلة) فهذه أشد عقوبة يمكن صدورها في أوروبا".

مضيفا "لدينا نوع من الرضى عن القرار، وباسم عائلة معاذ الكساسبة وباسم الشعب الأردني نشكر السويد وقضاءها النزيه على متابعة القضية وندعو الدول الأخرى إلى عقد محاكمات مدنية في حال التعرف على الإرهابيين الذين شاركوا في الجريمة ضد الشهيد".

مؤكدا أن العائلة كانت "تتوقع هذا الحكم، فالمدان إرهابي لديه أحكام سابقة في باريس وبروكسل وأقدم على عمليات قتل جماعي وعمليات إرهابية ضد الإنسانية بالعموم، فهذا الحكم نوعا ما يريح العائلة".

ويذكر أنه، في 24 كانون الأول/ديسمبر 2014، أُسقطت طائرة تابعة لسلاح الجو الملكي الأردني في سوريا بالقرب من الرقة، وأسر الطيار في اليوم نفسه.

وفي مقطع فيديو نُشر في 3 شباط/فبراير 2015 لعملية الإعدام، وُضع الطيار معاذ الكساسبة الذي كان يرتدي ملابس برتقالية اللون في قفص ثم أشعل أحد المسلحين الثلاثة عشر الذين ظهروا في الفيديو النار في القفص، ما أسفر عن مقتله.

حيثيات المحاكمة  

لم يستطع المدعون من تحديد التاريخ الدقيق للجريمة، لكن التحقيق حدد موقعها.

وخلفت الجريمة صدمة في الأردن الذي شارك مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في ضرب مواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" المتطرف في سوريا.

وأشارت غوليسيو أن أفعال كريم تمثلت في "حراسة الضحية قبل وأثناء الإعدام، ونقله إلى القفص حيث أُحرق وهو لا يزال حيا".

وحكمت المحكمة بتعويض والديّ وإخوة الطيار الأردني بمبلغ قدره 80 ألف كرونة سويدية (8200 دولار) لكل منهم.

وينفذ المتهم أسامة كريم، السويدي البالغ من العمر 32 عاما، بالأساس أحكاما بالسجن لفترات طويلة لدوره في هجمات باريس وبروكسل عامي 2015 و2016.

وأثناء جلسات المحاكمة التي عقدت بين الرابع من حزيران/يونيو الماضي و26 منه طلب الادعاء من المحكمة الحكم على كريم بالسجن مدى الحياة بتهمة ارتكاب "جرائم حرب خطرة وجرائم إرهابية" لدوره في قتل الطيار.

للإشارة، فإن كريم لزم الصمت طوال جلسات الاستماع.

وأكدت غوليسيو أن حقيقة أن المتهم لم يتحدث لم "تؤثر بشكل كبير على الحكم إذ أن الادعاء قدم أدلة ملموسة وكان التحقيق دقيقا".

 صدمة نفسية أم إلهام ؟  

وأقر كريم بوجوده وقت الجريمة في الموقع لكنه أصر على أنه لم يمضِ سوى 15 إلى 20 دقيقة هناك، وأنه لم يكن لديه أي علم بما سيحدث، وفقا لمحاميه.

وقال ميكائيل ويسترلوند، محامي الطرف المدني في هذه القضية، إن كريم لم يبد أي تعاطف أو ندم في المحكمة على ما ارتكب.

مضيفا أن "معظم من شهدوا ما مر به معاذ سيحتاجون على الأرجح إلى علاج مدى الحياة - أو على الأقل طويل الأمد - للتغلب على الصدمة النفسية التي يتسبب بها أمر كهذا لأي شخص طبيعي".

وكان شقيق الطيار انتقل من الأردن إلى السويد لحضور بعض جلسات المحاكمة والإدلاء بشهادته عن الألم الذي لا يزال يتشاركه مع أحبائه.

وأوضح ويسترلوند "يبدو أن كريم لم يُصَب بصدمة نفسية، بل أُلهِم. لقد أُلهِم لمواصلة مشروعه الإرهابي، مما دفعه للمشاركة في أعمال إرهابية في أوروبا أدين لاحقا بها".

وتم الحكم على كريم بالسجن 30 عاما بتهمة التواطؤ في هجمات باريس عام 2015، وبالسجن مدى الحياة في بلجيكا بتهمة الهجمات على مطار بروكسل الرئيسي ومترو الأنفاق عام 2016.

يذكر أن عملية قتل الكساسبة حرقا تم تصويرها ونشرها في الثالث من شباط/فبراير 2015 في مقطع مصور مدته 22 دقيقة مرفقة بنشيد أُلِّف خصيصا للحادثة.

أما عن تاريخ عملية القتل، فقد تعذر تحديدها، إلا أن التحقيق سمح بتحديد المكان الذي تمت فيه. ومن المرجح أن الجهاديين الآخرين الذين ظهروا في مقطع الفيديو قد قتلوا.

 

شارك الخبر: