تقارير خاصة

النقار - تعز

كشفت بلاغات محلية وتقارير ميدانية عن تداول مياه ملوثة تُستخرج من آبار سطحية في منطقة “بني عيسى” بجبل حبشي، غربي محافظة تعز، تُستخدم كمصدر للشرب وتُنقل إلى المدينة عبر صهاريج خاصة، في ظل غياب أي رقابة صحية أو بيئية.

ونشر الإعلامي نائف الوافي، رسالة صادمة من أحد السكان قال فيها: “نحن من أبناء جبل حبشي - بني عيسى، لدينا آبار غير صالحة حتى لشرب الحيوانات، وأصحاب الوايتات يعبّون منها ماءً ويبيعونه للمواطنين في تعز، وهذا ما يسبب الأمراض السرطانية وغيرها من البكتيريا”. وأرفق الوافي صورًا توثق الحالة المتدهورة للمياه، التي ظهرت بلون داكن وسطح راكد يوحي بالتعفن.

وأعادت الصور الجوية الملتقطة عبر الأقمار الصناعية، والتي نشرها الخبير فاروق الكمالي، تسليط الضوء على التدهور البيئي في ذات المنطقة، مشيرًا إلى وجود بقعة داكنة ضخمة تعكس احتمال تلوث التربة والمياه منذ سنوات، ربما بسبب سوء إدارة مياه الصرف أو تراكم مواد عضوية وملوثات أخرى.

ويحذّر مختصون من أن استمرار ضخ وتوزيع هذه المياه على سكان المدينة قد يؤدي إلى تفشي أمراض خطيرة، أبرزها التهابات الجهاز الهضمي وأمراض الكلى وربما الأورام، خصوصًا مع عدم إخضاع هذه المياه لأي فحوصات معملية أو تحليل ميداني.

وطالب الكمالي بضرورة إجراء تحليل مائي شامل يشمل (الأس الهيدروجيني، الأملاح، المعادن الثقيلة، والبكتيريا)، وتحليل هيدرولوجي للتربة، مؤكدًا أن موقع هذه الآبار لا يبعد سوى كيلومترين ونصف عن نقطة توزيع قرب سوق مفرق جبل حبشي - خط الضباب.

وفي ظل غياب البدائل، تبدو هذه المياه الملوثة الخيار الوحيد المتاح للآلاف من سكان المدينة التي تعاني أصلًا من جفاف حاد وانقطاع دائم في مصادر المياه الرسمية، ما يفاقم حجم الكارثة ويحوّلها إلى تهديد صامت يتسلل يوميًا إلى حياة السكان دون أي تدخل فعلي من الجهات المختصة.