• الساعة الآن 12:25 AM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

مزارع خضار في صنعاء تتحول إلى فقاسة أمراض وأوبئة والسلطات تتجاهل تحذيرات مستشفى الثورة

news-details

 

النقار  - خاص
تتوسع المساحات المزروعة بالخضار، والمروية بمياه المجاري في شمال العاصمة صنعاء، حتى اصبحت تمتد إلى قرب مطار صنعاء الدولي، وسط صمت السلطات، رغم ما تلحقه من أضرار صحية بالمستهلكين. 

ورغم التحذيرات التي يطلقها مختصون من الآثار الصحية المترتبة على تناول الخضار المروية بمياه المجاري، غير أن السلطات تكتفي بجبي الأموال من المزارعين، غير عابئة بصحة المجتمع، وسط تفشي الأوبئة والأمراض، والتي بعض من مسبباتها، ترجع إلى تناول خضار من تلك المزارع.

وبدأت فكرة ري المزروعات بمياه الصرف الصحي شمال العاصمة صنعاء في 2001 عقب إنشاء محطة لمعالجة مياه الصرف الصحي في مايو 2000، غير أن الهدف لم يكن ري محاصيل الخضار، وإنما بعض المحاصيل التي لا تدخل التغذية. 

يقول أخصائي التغذية، عبد العزيز قحطان، أن مياه الصرف الصحي المعالجة لا تستخدم لري الخضروات التي تؤكل نيئة، وفي حال وجدت ازمة مياه، ينبغي أن تخضع المياه لمعالجة ثلاثية وتعقيم دقيق، تجنبا لانتقال الأمراض والأوبئة، مؤكدا لـ"النقار" ان هذا النوع من المعالجة غير متوفر في محطة المعالجة بصنعاء التي ظلت تعمل لسنوات، لافتا إلى أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة لا تصلح مطلقا لري المحاصيل بشكل عام، لاحتوائها على مواد ضارة وبكتيريا وفيروسات.

وتؤكد طبيبة التغذية افراح سعيد لـ"النقار" ان المعروف طبيا هو أن مياه الصرف الصحي المعالجة لا تستخدم إلا لري المحاصيل غير الغذائية، تجنبا للمخاطر الصحية، على أن تكون المعالجة ثلاثية ويتم تعقيم المياه بشكل جيد. ولفت محمد الحاج، اخصائي بيئي، إلى أن مياه الصرف الصحي غير المعالجة تسبب أضرار بالغة بالتربة على المدى المتوسط. 

ورغم توقف محطة معالجة مياه الصرف الصحي في 2015، ثم عودتها للعمل جزئيا خلال الاعوام اللاحقة، قبل توقفها نهائيا أواخر 2024 توسعت المساحات المزروعة بالخضار في منطقة الرحبة، شمال صنعاء، بحوالي الثلث، وفقا لتقديرات حصل عليها "النقار" من سكان محليين. 

وكشف لـ"النقار" نجل أحد مزارعي الخضار، رفض الكشف عن اسمه، أن المزارعين يدفعون كافة الرسوم المستحقة للسلطات، بما فيها الزكاة، وبدون تأخير، منوها إلى أنه عند تفشي الكوليرا في 2019 تم منع دخول الخضار إلى الأسواق، لكن المنع استمر قرابة اسبوعين، وبعدها فرض مبلغ بين (30- 50) ألف ريال على كل مزارع، ثم خففت بعد حوالي 3 أشهر إلى (30  - 15) ألف شهريا، وتدفع مقدما. 

وأكد لـ"النقار" مصدران يعملان في وزارة الصحة بصنعاء، إن فرق من الترصد الوبائي تنزل بشكل دوري إلى المزارع، فيما مفتشي صحة البيئة ينزلون شهريا، لكنهم لا يمارسون دورهم الصحي، وانما يقومون بدور الجابي من المزارعين، وافاد احد المصدرين أن فرق الترصد الوبائي يتم اختيارها من بالتنسيق مع مكتب وزير الصحة، والمكلفين لم يتغيروا منذ 6 سنوات، موضحا أن ما تجبيه تلك الفرق من المزارعين يصل إلى قرابة 300 ألف في كل نزول. 

وكشف لـ"النقار" مفتش يعمل في صحة البيئة بأمانة العاصمة، إن المفتشين الذين ينزلون إلى المزارع، لا يمارسون مهامهم، وإنما يجمعون مبالغ مالية، يتم تقاسمها لاحقا.

وأفاد "النقار" مصدر يعمل في هيئة الزكاة أن أكثر من 3 مليون ريال دفعها مزارعي الخضار في الرحبة كواجبات زكوية في عام 2023.

وقال مصدر يعمل في أمانة العاصمة أن قرار وقف مزارع الخضار في الرحبة بيد السلطات العليا، وأن استمرار تلك المزارع مرتبط بما تجبيه جهات متعددة منها، وهي من تدافع عن بقائها.

وقال لـ"النقار" استشاري اوبئة يعمل في مستشفى الثورة بصنعاء، انهم يرفعوا بشكل مستمر للسلطات الصحية بضرورة إغلاق مزارع الخضار التي تروى بالمجاري في الرحبة، لكن لا احد يولي الامر ادنى اهتمام، مؤكدا ان اكثر من 20 مرضا شائعا في صنعاء، مصدرها خضار الرحبة، ومن أبرزها: الزحار وفيروس الكبد، والنزلات المعوية والإسهالات المائية، والاسكارس، والبلهارسيا، وأمراض الكلى، لافتا إلى أن تلك الخضار ترتفع فيها مادة الكادميوم والرصاص، ناهيك عن تلوثها بالفيروسات والبكتيريا، معتبرا أن تلك المزارع تعد فقاسة اوبئة وأمراض.

شارك الخبر: