خاص - النقار
يبدو التفاجؤ سيد الموقف بالنسبة لجماعة أنصار الله وسلطتها في صنعاء من موقف إيران الأخير بخصوص إيقاف حربها مع إسرائيل. ربما لم يكونوا يتوقعون نهاية كهذه تجعلهم خارج اللعبة أو تجعل منهم مجرد هامش تناور به إيران متى ارتأت ذلك. حتى أن بيانهم العسكري بدخول الحرب إلى جانب إيران في حال تدخلت أمريكا كان مجرد فقاعة تائهة سرعان ما وجدت أنه لا أحد في إيران قد التفت إليها في خضم التدخل الأمريكي بضرب المنشآت النووية الثلاث.
ربما كانوا يتوقعون أنه بمجرد أن تقوم واشنطن بضرب المنشآت النووية الإيرانية ستكون طهران قد وجهت ترسانتها الصاروخية نحو كل ما هو أمريكي في المنطقة وأشعلت القواعد وأمطرت البارجات وأغرقت السفن، وبالتالي لا بد من موقف استباقي يحدد لهم دورا ما في ما سيحدث. لكن ما سيحدث هو أن أمريكا تدخلت ونفذت ضرباتها كما وعدت، بصرف النظر عن الضرر الذي أحدثته من عدمه، وعادت الطائرات إلى قواعدها بسلام، ثم بعد ثلاثة أيام تقرر طهران الرد بطريقتها لتكون تلك الطريقة المسرحية لتكون مخرجا لإيقاف إطلاق النار ليس فقط بينها وبين واشنطن بل وكذلك بينها وبين الكيان الإسرائيلي.
حينها، وحينها فقط، أدركت الجماعة أنهم فعلا خارج اللعبة، وأنه لا بيانهم المحتدم ولا موقفهم الداعم والمؤيد لإيران سيجعلانها تغامر في خوض حرب حقيقية مع الولايات المتحدة، لأنهم ببساطة لم يدركوا بعد أن إيران دولة تتصرف وفق مصالحها وتضع الداخل فوق كل اعتبار، بينما هم جماعة لا تأبه لشيء سوى أن تستمر في تسطير بطولات هي نفسها تلك الفقاعة التائهة.