• الساعة الآن 01:39 AM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

كيف خططت إسرائيل ونفذت الهجوم على إيران؟

news-details

من التخطيط الاستخباراتي إلى تحديد الأهداف، ثم إعداد قائمة بالعلماء والقادة العسكريين، وصولا إلى التضليل الإعلامي، هكذا خططت إسرائيل للهجوم على إيران، على ما أفادت صحيفة "إسرائيل هيوم". 

وفي تقرير مطول، حاولت صحيفة "إسرائيل هيوم" نسج خيوط التخطيط لهجوم "الأسد الصاعد"، منذ بدايته وحتى لحظة التنفيذ.

وذكرت الصحيفة أن المسؤلين العسكريين والسياسيين الإسرائيلين، منذ يناير الماضي، "أخذوا يخططون بشكل دقيق لحملة تضليلية بارعة، بمساعدة الولايات المتحدة لخداع إيران، وجعلها تعتقد أنها في أمان".

هجوم "الأسد الصاعد، وفق المصدر، اعتمد نفس الاستراتيجية، "قطع الرأس"، التي قامت بها إسرائيل في لبنان سنة 2006 عندما نفذت ضربة مركزة ومفاجئة أربكت حسابات حزب الله.

وقال أحد المسؤولين المطلعين على الملف لصحيفة "إسرائيل هيوم": "في الواقع بدأنا التخطيط للعملية الهجومية بشكلها الحالي في أكتوبر 2024، وأدركنا أن الجيش بحاجة للاستعداد لحملة كاملة، وليس ضربة واحدة فقط".

 

 وإلى وقت قريب، كان المسؤولون الإسرائيليون يعتبرون أن فكرة الهجوم على إيران ضرب من الخيال، لكن خريف سنة 2024 غيّر النظرة بالكامل، وفق الصحيفة التي أشارت إلى أنه في سبتمبر، استهدفت إسرائيل أجهزة حزب الله ونجحت في اغتيال العديد من القادة، بمن فيهم حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله.

وبعد شهر، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي عملية "أيام التوبة" ضد أنظمة الدفاع الجوية الإيرانية.

ومع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية، أعطى دفعة جديدة للمخطط الإسرائيلي للهجوم على إيران، كما جاء في التقرير المطول.

العقدة الصعبة

ورغم قدرة الجيش الإسرائيلي على ضرب المنشآت النووية الإيرانية،، وفقا للصحيفة العبرية، إلا أنه علم أن ضربة واحدة ستؤخر المشروع الإيراني لسنوات فقط، لذلك لم يستعجلوا وركزوا أبحاثهم الاستخباراتية نحو لبنان وسوريا والعراق.

لكن عندما انسحب ترامب من الاتفاق النووي سنة 2018، غيّرت إسرائيل استراتيجيتها الاستخباراتية وتحولت من التركيز على لبنان إلى إيران، وأنشأت شعبة استخباراتية خاصة.

ولفت التقرير إلى أنه وخلال السنوات التالية، توغّل الموساد في إيران وخصّص موارد مالية وبشرية أكثر للوحدة الخاصة بإيران.

بداية التخطيط

ركّز الموساد وسلاح الجو الإسرائيلي على ثلاثة أركان رئيسية في البرنامج النووي الإيراني: منظومة الصواريخ، منشآت التخصيب، ومجموعة الأسلحة، على ما أفادت "إسرائيل هيوم"

وبناء على ذلك، جمع الموساد المزيد من المعلومات حول المنصات، والمخازن، والمصانع الإيرانية.

واكتشف الجيش الإسرائيلي إلى أن ضرب منشأة "نطنز" ممكن جوًا، لكن منشأة "فوردو" يصعب الوصول إليها. لكن الجيش واجه صعوبة في تحديد كيفية مهاجمة المجموعات والمصانع الخاصة بتطوير السلاح النووي، فهي تُصنع في منشآت صغيرة، وفق المصدر.

تصفية العلماء

لكن، وبعد تعمق الاستخبارات الإسرائيلية في البحث، قال التقرير: "اتضح لديها أن العمود الفقري للبرنامج النووي الإيراني هم العلماء، فوجهوا تركيزهم نحو العامل البشري".

وفي سنة 2021، اغتالت إسرائيل محسن فخري زاده، رئيس البرنامج النووي الإيراني، في عملية داخل الأراضي الإيرانية.

وذكرت "إسرائيل هيوم في تقريرها أنه "وبعد تحويل تركيزهم إلى العلماء، اختلفوا في الطريقة الأنسب لتصفيتهم، فهناك من اقترح استهداف العلماء من الجو خلال اجتماع مشترك، لكنهم غيّروا الخطة وقرروا استهداف كل واحد منهم على حدة في منزله بطهران".

بدأت وحدة 8200 في تتبع العلماء النوويين الإيرانيين، وبعد ستة أشهر من البحث، اجتمع الفريق لتحديد قائمة تضم أفضل العلماء في كل مجال، "أولئك الذين لا يمكن للبرنامج النووي الإيراني أن يستمر بدونهم".

القادة العسكريون

على عكس العلماء، سعى الجيش الإسرائيلي إلى استهداف القادة العسكريين في اجتماع مشترك، بضربة واحدة تطيح بكامل القيادة العسكرية.

وأفادت الصحيفة الإسرائيلية بأن التخطيط لاغتيال القادة العسكريين قد بدأ بمسؤول أو اثنين من كبار زعماء الجيش، لكن مع مرور الوقت توسعت القائمة لتشمل قادة القوات الجوية للحرس الثوري، والقيادة العامة للحرس الثوري الإيراني، ورئيس هيئة الأركان الإيرانية ونائبه.

المنشآت النووية

قالت صحيفة "إسرائيل هيوم" إن التفوق الجوي كان ورقة رابحة للجيش الإسرائيلي، فالخطة الإسرائيلية لضرب منشآت تخصيب اليورانيوم استلزمت البحث وتحليل المعلومات لرسم خريطة لأنظمة الدفاع الجوي الإيراني.

وبعد رسم الخريطة، توصل الموساد وسلاح الجو الإسرائيلي إلى أنهم قادرون على الوصول إلى المنشآت النووية، والوصول أيضًا إلى طهران وما بعدها، تضيف الصحيفة.

 

في أواخر مايو، أي قبل أسبوعين من الضربة، بدأت عملية تضليل إعلامي لخداع إيران وجعلها تحس أنها في مأمن من الهجوم الإسرائيلي.

وذكرت الصحيفة، أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي زوّد الصحفيين الإسرائيليين بمعلومات مضللة ركزت على المحادثات النووية بين واشنطن وطهران، في محاولة لإظهار الخلاف الأمريكي الإسرائيلي.

دور واشنطن

أكّد مسؤول في سلاح الجو الإسرائيلي للصحيفة، أن التفوق الجوي ما كان ليحدث دون تعاون واشنطن، وقال: "الخطة وُضعت دون الأميركيين، لكن لن يتم التنفيذ دون دعمهم".

ومنذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض في يناير الماضي، توصل نتنياهو برسائل مفادها أن الرئيس الأمريكي لن يعارض تنفيذ الخيار العسكري إذا تعثرت المفاوضات النووية. ورفعت إدارة ترامب القيود عن تبادل المعلومات الاستخباراتية، بحسب "إسرائيل هيوم".

شارك الخبر: