• الساعة الآن 03:47 AM
  • 18℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أسلحة تحت البيوت وشعارات فوق الجثث .. عن جريمة تخزين سلاح الدولة في الأحياء

news-details

النقار-خاص

مع غزة ضد القتل والتجويع، أما في اليمن فليُقتل من يُقتل وليمت من يموت وليجُع من يجوع. فالمعادلة عند جماعة صنعاء هي هكذا: نحن مع غزة ضد القتل والتجويع، ونحن ضد اليمن مع القتل والتجويع. لكنها معادلة رابحة وسوق رائج تستطيع الجماعة من خلالهما أن تفعل ما تشاء. 
بالأمس فقط يسقط العشرات بين قتيل وجريح في منطقة صرف شمال العاصمة صنعاء وتتعرض عدة منازل لدمار كبير، فضلا عن تطاير الشطايا في كل الاتجاهات. ما الذي حدث؟ لا شأن لأحد بما حدث، فقط انفجارات هائلة تهز أرجاء العاصمة في الساعات الأولى من صباح الخميس، الثاني والعشىرين من مايو، عيد الوحدة. هل هو احتفال به على طريقة الجماعة باعتبار الثاني والعشرين من مايو عيدا وطنيا يستطيع المشاط أن يلقي خطابا يتحدث فيه عن الوحدة ورسوخها في قلوب اليمنيين؟ يبدو أن الأمر كذلك، خصوصا وأن هناك أكثر من خمسين قربانا تم تقديمهم أضحية في تلك المناسبة التاريخية الخالدة. 
أو يبدو ليس كذلك تماما، وتستطيع أن تقول مجرد انفجارات في مخازن سلاح، والحمد لله تمت السيطرة على الوضع وتم تحريز المكان ومنع أي شخص من الاقتراب والامتناع عن الإدلاء بأي تصريح عن الحادث، وذلك حتى لا يحدث أي تغيير في موعد خطاب السيد فيُحرم الناس من بركته ولا يمدهم بالطاقة اللازمة إلى ميدان السبعين في مسيرات حاشدة
"ثباتاً مع غزة.. سنصعد في مواجهة جريمة الابادة والتجويع". 
هكذا يصل الاستهتار بأرواح الناس والمدنيين والأبرياء؛ مجرد انفجار أسلحة حدث أن تم تخزينها وتكديسها في المكان الخطأ فكان أن انفجرت في التوقيت الخطأ، ولمدة ساعة بأكملها، مخلفة دماراً واسعاً وخسائر بشرية كبيرة. وماذا في ذلك؟ هل الحدث من الأهمية عند الجماعة وسلطتها بحيث يمكن لها أن تأسف على الأرواح التي سقطت؟ فليسقط المئات والآلاف، ولتخرب البيوت ولتدمر المنازل على رؤوس ساكنيها، سواء بقصف أمريكي صهيوني أم بانفجار مخازن أسلحة تم وضعها بطريقة ارتجالية ودون أي اعتبار لأرواح الناس في مناطق قريبة من منازلهم ومكتظة بالحياة وبالسكان. والكارثة هي أنها تعرف بأن تلك المخازن مستهدفة من قبل الطيران الإسرائيلي، والذي لن يتورع عن قصفها وارتكاب المجازر بحق المدنيين. لكن جماعة صنعاء أعفته من المهمة باستهتارها وإهمالها وقامت بما ينبغي القيام به. فالمهم أنها أمنت مشرفيها وقياداتها واختارت لهم الأماكن البعيدة عن أي أخطار، وطز بالناس. 
ما حدث أمس في منطقة صرف (خشم البكرة) هو جريمة كبرى سببها الإهمال والاستهتار بأرواح الناس، تقابلها جريمة أخرى

مخزن أسلحة مدفون تحت الأرض، على مقربة من حي يُعد من أكثر الأحياء ازدحاماً في العاصمة، ويضم أكثر من 1500 منزل، ينفحر ويستمر لأكثر من ساعة، تسبب في تهدم تسعة منازل على الأقل على رؤوس ساكنيها الذين سقطوا ضحايا بالعشرات، حيث بحسب أحد سكان الحي تم انتشال خمسين جثة من تحت الأنقاض، فضلا عن تطاير الشظايا في كل مكان. هذه الجريمة تقابلها جريمة أخرى في كون ما حدث بم يكف الجماعة وسلطتها حتى أن تصدر بيانا لتوضيح ما حدث أو تبيين سبب تخزين هذه الكمية من الأسلحة في منطقة سكنية، بل لقد منعت التصوير والنشر، وفرضت طوقاً أمنياً على المنطقة، واكتفت بالصمت والدعوة إلى ميادين الاحتشاد لتهتف لغزة وتندد بسياسة القتل والتجويع التي ينتهجها الصهاينة ضد أبنائها المحاصرين، ولا علاقة لها بمن يسقط في الداخل موتا وجوعا وقتلا. فـ"خشم البكرة" في النهاية ليس "جحر الديك" ولا مخازن الأسلحة التي انفجرت فيه كالأنفاق التي تنفجر بالصهاينة.

شارك الخبر: