شن طيران الاحتلال الإسرائيلي اليوم سلسلة غارات "عنيفة" في النبطية جنوب لبنان، وفق ما أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية، فيما أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه استهدف موقعاً "لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لمنظمة "حزب الله".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي شن ضربات على لبنان على رغم سريان وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ خلال الـ27 من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بعد مواجهة مع "حزب الله" استمرت لأكثر من عام على خلفية الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" داخل قطاع غزة.
وأوردت "الوكالة الوطنية"، "نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي اعتباراً من الـ11:15 من صباح اليوم (09:15 بتوقيت غرينتش) عدواناً جوياً واسعاً على منطقة النبطية"، عبر "سلسلة غارات عنيفة وعلى دفعتين" استهدفت "الأودية والمرتفعات والأحراج الممتدة بين بلدات كفرتبنيت والنبطية والفوقا وكفررمان".
في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في منشور على "إكس"، إن الطائرات الإسرائيلية استهدفت "موقعاً في منطقة جبل البوفور جنوب لبنان، كان يستخدم لإدارة منظومة النيران والدفاع التابعة لمنظمة ’حزب الله‘". وأضاف أنه "خلال الغارة، استُهدف مخربون ووسائل قتالية وآبار، ويعد هذا الموقع جزءاً من مشروع تحت أرضي استراتيجي، وخرج عن الخدمة نتيجة غارات جيش الدفاع".
وشاهد مصور وكالة الصحافة الفرنسية دخاناً متصاعداً من إحدى التلال داخل منطقة النبطية.
وأفادت "الوكالة الوطنية" بأن الغارات أسفرت عن "انفجارات هائلة ترددت أصداؤها في معظم مناطق النبطية والجنوب"، وأثارت حالاً من "الرعب والهلع" بين السكان، الذين سارعوا لإخراج أولادهم من المدارس وسط زحمة سير خانقة.
وأشارت إلى أن "عشرات سيارات الإسعاف" توجهت إلى محيط المواقع المستهدفة، من دون أن تفيد بوقوع إصابات.
خوف وهلع
قال الطبيب جمال صباغ (29 سنة) الذي كان يقوم بجولة صحية داخل مدرسة في قرية شوكين قرب النبطية، "سمعنا دوياً قوياً، نحو 10 ضربات متتالية. وبعض الأولاد خافوا وحال ذعر سادت والأساتذة خافوا أيضاً".
وأضاف "كانت هناك حال إرباك وتوتر"، مشيراً إلى أن الضربات استهدفت "الجبال في محيط النبطية".
وأظهرت لقطات لوكالة الصحافة الفرنسية تصاعد سحب من الدخان الكثيف من مناطق جبلية وحرجية وأودية بعيدة من المناطق السكنية.
وعلى رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، تواصل إسرائيل شن ضربات تقول إنها تستهدف عناصر في "حزب الله" أو "بنى تحتية" عائدة له، لا سيما جنوب لبنان.
وأتت غارات اليوم غداة مقتل القيادي في الجناح العسكري لحركة "حماس" الفلسطينية خالد أحمد الأحمد إثر غارة إسرائيلية استهدفت سيارته داخل مدينة صيدا جنوب لبنان. وأكد الجيش الإسرائيلي استهداف الأحمد الذي قال إنه "شغل منصب مسؤول عمليات ’حماس‘ في القطاع الغربي بلبنان"، معتبراً أن "أنشطته شكلت تهديداً لدولة إسرائيل ومواطنيها".
اتفاق وقف النار
تؤكد السلطات اللبنانية خلال الآونة الأخيرة على قرارها "حصر السلاح بيد الدولة"، وسط ضغوط أميركية متصاعدة لسحب سلاح "حزب الله" بعدما تكبد خسائر فادحة في البنية العسكرية والقيادية خلال الحرب مع إسرائيل.
ونص اتفاق وقف النار الذي أبرم بوساطة أميركية وفرنسية على انسحاب مسلحي "حزب الله" من المنطقة الحدودية الواقعة جنوب نهر الليطاني، على مسافة نحو 30 كيلومتراً من الحدود وتفكيك بناه العسكرية فيها، في مقابل تعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة الموقتة (يونيفيل) قرب الحدود مع إسرائيل.
كذلك، نص الاتفاق على انسحاب إسرائيل من مناطق توغلت فيها جنوب لبنان خلال الحرب. وانسحبت القوات الإسرائيلية منها، باستثناء خمسة مرتفعات تتيح لها الإشراف على جانبي الحدود ما زالت قواتها منتشرة فيها.