• الساعة الآن 11:39 AM
  • 24℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

سوريا تعلق على قصف إسرائيل للقصر الرئاسي: تصعيد خطير

news-details

دانت الرئاسة السورية في بيان اليوم الجمعة القصف الإسرائيلي الذي قالت إنه طال القصر الرئاسي معتبرة أنه "تصعيد خطر" ضدها، وذلك بعد إعلان تل أبيب استهداف "المنطقة المجاورة" للقصر السوري كتحذير للسلطة السورية من تهديد الأقلية الدرزية، بعد اشتباكات دامية تسببت بأكثر من 100 قتيل خلال يومين.

وأورد بيان صادر عن الرئاسة "تدين رئاسة الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات القصف الذي تعرض له القصر الرئاسي يوم أمس (الخميس) على يد الاحتلال الإسرائيلي والذي يشكل تصعيداً خطراً ضد مؤسسات الدولة وسيادتها".

وأضاف "هذا الهجوم المدان يعكس استمرار الحركات المتهورة التي تسعى لزعزعة استقرار البلاد وتفاقم الأزمات الأمنية، ويستهدف الأمن الوطني ووحدة الشعب السوري".

وطالبت دمشق المجتمع الدولي والدول العربية بالوقوف إلى جانب سوريا في مواجهة هذه "الاعتداءات العدوانية".

في الأثناء، أعربت ألمانيا اليوم عن "قلقها الكبير" حيال "المواجهات العنيفة" التي وقعت أخيراً في سوريا، داعية الحكومة السورية إلى ضمان "حماية السكان المدنيين". وقالت وزارة الخارجية الألمانية في بيان إن "سوريا يجب ألا تصبح مسرحاً للتوترات في المنطقة"، داعية "جميع الأطراف الوطنية والأجنبية إلى التحلي بأكبر قدر من ضبط النفس".

تحذير إسرائيلي

فجر اليوم، أعلنت إسرائيل أنها شنت غارة على منطقة مجاورة للقصر الرئاسي في دمشق، مجددة تحذيرها السلطة الانتقالية من تهديد الأقلية الدرزية.

وجاء القصف الإسرائيلي بعد ساعات من تأكيد المراجع الدينية والفصائل العسكرية الدرزية الخميس، أنها "جزء لا يتجزأ" من سوريا التي ترفض "الانسلاخ" عنها، داعية السلطات إلى "تفعيل دور وزارة الداخلية والضابطة العدلية في محافظة السويداء من أبناء المحافظة".

وجاء التصعيد حيال الدروز بعد أكثر من شهر على أعمال عنف دامية في منطقة الساحل السوري قتل خلالها نحو 1700 شخص غالبيتهم العظمى من العلويين، سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها إدارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع في سعيها إلى تثبيت حكمها ورسم أطر العلاقة مع مختلف المكونات عقب إطاحة حكم الرئيس بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024.

واستهدفت غارة إسرائيلية فجر الجمعة دمشق، تردد صداها في أنحاء العاصمة، وفق ما أفاد مراسلو الصحافة الفرنسية وسكان.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور على منصة "إكس"، إن "طائرات حربية أغارت على المنطقة المجاورة لقصر أحمد حسين الشرع في دمشق".

نتنياهو يعلق

وعقب الغارة، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس "هذه رسالة واضحة للنظام السوري، لن نسمح بنشر قوات سورية جنوب دمشق، أو بتهديد الطائفة الدرزية بأي شكل من الأشكال".

وشاهد مصور للصحافة الفرنسية إثر الغارة تعزيزات أمنية في طريقها من دمشق إلى مرتفعات جبل قاسيون حيث القصر الرئاسي، فيما منع الصحافيون من التوجه إلى المكان المستهدف.

وقال أحمد (55 سنة) وهو محاسب يقيم في مكان قريب من المنطقة المستهدفة "استفقنا عند الرابعة فجراً على دوي انفجار لم نعرف طبيعته، قبل أن نتابع الأخبار".

وتابع "اعتدنا للأسف في دمشق على دوي الانفجارات والغارات الإسرائيلية، اللعنة عليهم".

وشهدت سوريا هذا الأسبوع اشتباكات ذات طابع طائفي، بعيد انتشار تسجيل صوتي نسب إلى شخص درزي يتضمن إساءات إلى النبي محمد، تعذر على وكالة الصحافة الفرنسية التحقق من صحته.

وحذر كاتس الخميس من أن إسرائيل "سترد بقدر كبير من القوة" إذا "استؤنفت الهجمات على الدروز" الذين يتوزعون بين لبنان وسوريا وإسرائيل والجولان.

وبدأت الاشتباكات ليل الإثنين في جرمانا ثم انتقلت في اليوم التالي إلى صحنايا، وهما مدينتان تقطنهما غالبية درزية ومسيحية قرب دمشق، وامتد التوتر بشكل محدود إلى محافظة السويداء جنوباً.

وأوقعت الاشتباكات خلال يومين أكثر من 100 قتيل يتوزعون بين مسلحين دروز من جهة، وعناصر أمن ومقاتلين مرتبطين بالسلطة من جهة أخرى إضافة إلى 11 مدنياً، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

واتهمت السلطات "مجموعات خارجة عن القانون" بافتعال الاشتباكات عبر شن هجوم على قواتها، بينما قال المرصد السوري وسكان دروز إن مقاتلين وعناصر أمن تابعين للسلطة هاجموا المدينتين، على خلفية التسجيل الصوتي، واشتبكوا مع مسلحين دروز.

وقالت ربة المنزل أريج (35 سنة) المقيمة مع عائلتها في صحنايا للصحافة الفرنسية، الجمعة "الوضع هادئ لكننا خائفون، يشعر الجميع بالرعب، مرت علينا أيام صعبة"، وأضافت "نزح كثر من مسيحيين ودروز إلى دمشق، لكننا باقون هنا، لا مكان بديلاً لدينا".

وبعد اتفاقي تهدئة بين ممثلين عن الدروز ومسؤولين حكوميين انتشرت قوات الأمن في صحنايا، وعززت من إجراءاتها الأمنية ليل الخميس في محيط جرمانا، حيث نص الاتفاق وفق السلطات "على تسليم السلاح الثقيل بشكل فوري وزيادة انتشار قوات إدارة الأمن العام في المدينة".

وشاهد مصور للصحافة الفرنسية، عند أطراف جرمانا في وقت متأخر الخميس، تعزيزات أمنية انتشرت تباعاً عند مداخل المدينة، وتسلمت حواجز ونقاط تفتيش من مسلحين دروز، من دون أن يشاهد أي عمليات تسليم سلاح ثقيل.

وأفاد مسؤول المتابعة لأمن ريف دمشق محمد حلاوة، خلال إشرافه على التعزيزات العسكرية، بتشكيل "طوق أمني حول المدينة للحفاظ عليها وعلى أهلها"، مؤكداً إصدار "توجيهات لعناصرنا وللإخوة الموجودين بعدم التعرض أو الإساءة لأي شخص كان"، وأكد أن جميع السكان سيكونون "تحت مظلة الدولة والقضاء".

موقف السويداء

وفي السويداء جنوباً، معقل دروز سوريا، أكدت المرجعيات الدينية والفصائل العسكرية إثر اجتماع موسع أنها "جزء لا يتجزأ من الوطن السوري الموحد"، مضيفة "نرفض التقسيم أو الانسلاخ أو الانفصال".

وأرسلت السلطات، وفق المرصد، تعزيزات عسكرية للانتشار في محيط المحافظة.

وجاءت الخطوات نحو التهدئة بعد ساعات من تنديد الشيخ حكمت الهجري، أبرز القادة الروحيين لدروز سوريا، بـ"هجمة إبادة غير مبررة" ضد أبناء طائفته، مطالباً "وبشكل فوري، أن تتدخل القوات الدولية لحفظ السلم ولمنع استمرار هذه الجرائم ووقفها".

وردت دمشق بالتنديد بطلب الحماية الدولية، وقال وزير الخارجية أسعد الشيباني إن "أية دعوة إلى التدخل الخارجي، تحت أية ذريعة أو شعار، لا تؤدي إلا إلى مزيد من التدهور والانقسام".

وتعهدت السلطات الجديدة حماية الطوائف كافة وسط مخاوف لدى الأقليات، في وقت يحث المجتمع الدولي على إشراك جميع المكونات في المرحلة الانتقالية.

وهذه هي المرة الثانية التي تشن فيها إسرائيل ضربة على سوريا في غضون يومين، بعدما تعهدت بالدفاع عن الأقلية الدرزية.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أمس الخميس أنه نقل درزيين سوريين جريحين من سوريا إلى إسرائيل للعلاج، بعدما أعلن الأربعاء إجلاء ثلاثة آخرين، ولم يحدد الجيش كيف أصيبا أو أين، وقال في بيانه إنهما نقلا لتلقي العلاج في مدينة صفد شمال إسرائيل "بعد إصابتهما في الأراضي السورية".

 

اتفاق في جرمانا

تزامنت المطالب في السويداء مع إعلان السلطات السورية التوصل إلى اتفاق مع ممثلين عن مدينة جرمانا.

وأعلن مدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسن الطحان لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن الاتفاق ينص "على تسليم السلاح الثقيل بصورة فورية، وزيادة انتشار قوات إدارة الأمن العام في المدينة".

واشنطن تدين العنف

أعربت الأمم المتحدة أمس ضمن بيان لمنسق الشؤون الإنسانية في سوريا آدم عبدالمولى عن "القلق البالغ إزاء التصعيد الأخير للأعمال العدائية في ريف دمشق"، وكذلك إزاء "امتداد أعمال العنف باتجاه محافظة السويداء".

وبدورها، أعربت الولايات المتحدة أمس عن إدانتها لأعمال العنف التي وقعت في حق أبناء الطائفة الدرزية داخل سوريا، معتبرة إياها "مستهجنة وغير مقبولة".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية تامي بروس في بيان إن "أعمال العنف الأخيرة والخطاب التحريضي الذي يستهدف أعضاء الطائفة الدرزية في سوريا أمر مستهجن وغير مقبول".

وأضافت أنه يجب على السلطات وقف القتال، ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف والإيذاء في حق المدنيين على أفعالهم، وضمان أمن جميع السوريين.

شارك الخبر: