أخبار اليمن

خاص - النقار
باعتبارها جماعة ترفع شعار الموت لأمريكا وتنادي بمقاطعة ورفض كل ما هو أمريكي، فقد اهتدى أبناء مديرية الشرفين بمحافظة حجة إلى مسألة نسيتها جماعة أنصار الله المؤمنة وسلطتها الأكثر إيمانا وكفرا بأمريكا، فلم تقم بإدراجها ضمن قائمة المقاطعة، وأنه لا بد من تذكيرها بذلك على الأقل من باب أن "الذكرى تنفع المؤمنين". 
الأمر منطقي إلى حد كبير، فطالما أن سلطة صنعاء تدعو إلى معاداة ومقاطعة كل ما هو أمريكي، فإن الضرائب مصطلح أمريكي بامتياز؛ هكذا يقول مزارعو الشرفين. فلماذا إذن تستمر تلك السلطة في سلخ جلودهم تحت هذا العنوان الأمريكي في الوقت الذي تقول إنها تعادي أمريكا؟ 
هنا قد يتدخل فضيلة المفتي شمس الدين شرف الدين، أو فضيلة العلامة محمد مفتاح نائب رئيس حكومة صنعاء، لتوضيح الالتباس الفقهي عند أولئك المؤمنين من أبناء الشرفين، بأن عليهم أن يتقوا الله ويستعيذوا به من الضلال الذي أصابهم، والذي قد يقود إلى الكفر والعياذ بالله. 
لكن المسألة لن تكون كافية بالنسبة لسلطة صنعاء، حيث تحتاج منها، باعتبارها سلطة تريد أن تحكم العالم، إلى إجابة عصرية حديثة تتواءم مع متطلبات العصر، لا مستنبطة من كتب فقهية، وبالتالي هي بحاجة إلى شخصية عصرية تؤمن بالإبداع والتجدد، كالبروفيسور عبد الجبار الجرموزي، مثلا، صاحب الإنجازات المذهلة الاي جعلت من حكومة صنعاء مثار إعجاب جميع الحكومات في العالم، كنصف الراتب الشهري الربعي المختلف في رؤية هلاله كل خمسة او ستة أشهر. 
فالجرموزي، كوزير للمالية حاليا وكرئيس لمصلحة الضرائب سابقا، يستطيع أن يجيب بكل ثقة من أن الحكمة ضالة المؤمن، وأنه حتى لو كانت الضرائب فكرة أمريكية فعلا، مثلما يقول هؤلاء، فقد قمنا لا بمقاطعتها، وإنما بتعريبها وجعلها معمولة على الطريقة الإسلامية، تماما كرسالة الماجستير التي حصل عليها فخامة الرئيس المشاط حفظه الله، فالماجستير مصطلح أمريكي هو أيضا، لكنه مع مؤمن كالمشاط يكون قد أصبح مصطلحا مشاطيا خالصا، وهكذا بالنسبة لمصطلح الضرائب الذي يصر بعض الجهلة على كونه مازال أمريكيا ويدعون إلى مقاطعته. 
وهنا لن يعود أمام أبناء الشرفين إلا أن يعتبروا الضرائب التي تسلخ ظهورهم وتسلب أرزاقهم وتجرعهم الويلات إلا مصطلحا جرموزيا خالصا، باعتباره هو المتهم الأول في معاناتهم تلك، وأن يسحبوا اللافتة التي رفعوها في تظاهرتهم الأخيرة بكون الضرائب مصطلحا أمريكيا، فيقدموا اعتذارهم للجرموزي ولسلطة صنعاء بكل رحابة صدر، ويتركوا مزارعهم وبيوتهم وكل شيء متعلق بهم في منطقة اسمها الشرفين لسلطة بلا شرف.