قالت إسرائيل اليوم الجمعة إن حركة "حماس" "لم تتزحزح قيد أنملة" في المفاوضات الخاصة بالهدنة في غزة، رافضة إعلان الحركة الفلسطينية عن استعدادها إطلاق سراح رهينة وإعادة جثامين أربعة آخرين في ما وصفته بأنه "حرب نفسية".
وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، "بينما قبلت إسرائيل مقترح الموفد الأميركي ستيف ويتكوف، تتمسك ’حماس’ برفضها ولم تتزحزح قيد أنملة"، واتهم الحركة بمواصلة اللجوء إلى "التلاعب والحرب النفسية".
اجتماع السبت
بدوره قال موقع "أكسيوس" الأميركي إن مجلس الوزراء الإسرائيلي سيعقد اجتماعاً مساء غد السبت لتلقي تقرير مفصل من فريق التفاوض المعني بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والبت في الخطوات التالية من أجل إطلاق سراح الرهائن.
مؤشرات "حماس"
التعليق الإسرائيلي جاء بعد إعلان "حماس" اليوم موافقتها على الإفراج عن رهينة أميركي - إسرائيلي، يعتقد أنه آخر رهينة على قيد الحياة في قطاع غزة يحمل الجنسية الأميركية، بعد تلقيها مقترحاً من الوسطاء لاستئناف مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقالت الحركة في بيان إنها تعاملت مع المقترح الذي قدم إليها لاستئناف المفاوضات أمس الخميس "بمسؤولية وإيجابية" وسلمت ردها عليه فجر اليوم، وأضافت أنها وافقت أيضاً على تسليم "جثامين أربعة آخرين من مزدوجي الجنسية" من دون الخوض في تفاصيل.
وعقد قياديون من حركة "حماس" اجتماعات مع المبعوث الأميركي الخاص بشؤون الرهائن آدم بولر في الآونة الأخيرة بهدف إطلاق سراح إيدان ألكسندر (21 سنة) من نيوجيرزي الذي خدم في الجيش الإسرائيلي.
وقال مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف للصحافيين في البيت الأبيض مطلع مارس (آذار) الجاري إن الإفراج عن ألكسندر يمثل "أولوية قصوى".
تهجير إلى أفريقيا
نقلت وكالة "أسوشييتد برس" للأنباء اليوم الجمعة عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين قولهم إن الولايات المتحدة وإسرائيل تواصلتا مع مسؤولين في ثلاث دول بشرق أفريقيا لمناقشة استخدام أراضيها لإعادة توطين الفلسطينيين من قطاع غزة.
وذكرت الوكالة نقلاً عن المصادر أن التواصل تم مع مسؤولين من السودان والصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية في شأن المقترح.
وأضافت الوكالة أن مسؤولين سودانيين قالوا إنهم رفضوا المقترح الأميركي وقال مسؤولون من الصومال وأرض الصومال إنه لا علم لديهم بأي تواصل في هذا الصدد.
ولم يرد البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأميركية بعد على طلبات من "رويترز" للحصول على تعليق. كما لم يرد وزيرا الإعلام في الصومال ومنطقة أرض الصومال الانفصالية على اتصالات "رويترز" الهاتفية للحصول على تعليق.
ووافق الزعماء العرب في وقت سابق من هذا الشهر على خطة مصرية لإعادة إعمار غزة بقيمة 53 مليار دولار قد تؤدي إلى تفادي تهجير الفلسطينيين من القطاع على خلاف رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترمب لتحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وفاقمت خطة ترمب المخاوف الراسخة بالفعل لدى الفلسطينيين من تهجيرهم بصورة دائمة من ديارهم، كما قوبلت برفض دولي واسع النطاق.
"حماس" تدعو إلى تنفيذ المرحلة الثانية
جددت حركة "حماس" الخميس مطالبتها بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب قطاع غزة، متهمة إسرائيل بمحاولة الالتفاف على بنود اتفاق وقف إطلاق النار الساري بين الطرفين، الذي تجري حالياً في الدوحة مفاوضات لبدء المرحلة الثانية منه.
وقال المتحدث باسم الحركة حازم قاسم لوكالة الصحافة الفرنسية إن "اللقاءات بين حماس والوسطاء مستمرة في الدوحة، بهدف الدفع باتجاه بدء المرحلة الثانية".
وأضاف أن "حماس"، "تتمسك بما جرى الاتفاق عليه والدخول الفوري في تنفيذ المرحلة الثانية، وتطبيق استحقاقاتها بالتعهد بعدم العودة للحرب والانسحاب من كامل قطاع غزة".
وشدد قاسم على أن "التقارير عن تقديم مقترحات جديدة تهدف للقفز على اتفاق غزة"، مؤكداً تمسك الحركة "بتنفيذ إسرائيل تعهداتها بالانسحاب من غزة، وبدء الانسحاب من محور فيلادلفي"، المنطقة العازلة الواقعة على طول الشريط الحدودي بين قطاع غزة ومصر التي كان من المفترض أن تنسحب منها القوات الإسرائيلية خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
ولفت المتحدث باسم "حماس" إلى أن الجيش الإسرائيلي "لم يلتزم بتنفيذ البروتوكول الإنساني من اتفاق وقف إطلاق النار، إذ لا يزال يمنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والغذاء والدواء والوقود والخيام والبيوت المتنقلة".
وشدد قاسم على أن "حماس لا تريد العودة للحرب مجدداً"، لكنه حذر من أنه "في حال استأنف الاحتلال عدوانه فنحن لا نملك إلا الدفاع عن شعبنا".
وتمنع إسرائيل منذ الثاني من مارس (آذار) دخول قوافل المساعدات إلى قطاع غزة، في محاولة منها للضغط على "حماس".
وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في الأول من مارس من دون التوصل إلى اتفاق في شأن الخطوات التالية المفترض أن تنهي بصورة دائمة الحرب.
وتريد "حماس" البدء فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق، لكن إسرائيل تسعى إلى تمديد المرحلة الأولى.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية الخميس أن إسرائيل عرضت تمديد وقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً في مقابل أن تطلق "حماس" سراح قسم من الرهائن الأحياء والأموات الـ58 الذين ما زالوا محتجزين في غزة، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وصف هذه التقارير بأنها "كاذبة".
انتشال عشرات الجثامين في مجمع الشفاء
من جانبه أعلن الدفاع المدني في غزة الخميس أن طواقمه انتشلت 48 جثماناً داخل مجمع الشفاء الطبي الذي كان أكبر مرفق طبي في القطاع، لكنه استحال خراباً بعد هجمات إسرائيلية متعددة خلال الحرب مع حركة "حماس".
وقام الدفاع المدني بعمليات انتشال مماثلة في الأسابيع الماضية لإعادة الجثامين لعائلاتها متى أمكن التعرف عليها، أو في حال تعذر ذلك، نقلها ودفنها بصورة لائقة في مكان آخر.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل "قامت طواقمنا اليوم بنقل جثامين 48 (قتيلاً) بينهم 10 لا يزالون مجهولي الهوية، الذين كانوا دفنوا داخل أسوار مستشفى الشفاء بغزة خلال العدوان".
وأوضح بصل أنه جرى التعرف على 38 منهم من جانب العائلات، إذ تم أخذ الجثامين لمواراتها الثرى في مقابر أخرى في مدينة غزة وشمال القطاع، مشيراً إلى "استخراج 10 جثامين مجهولة الهوية جرى تسليمها لدائرة الطب الشرعي بوزارة الصحة بانتظار التعرف عليهم من عائلاتهم وأقاربهم".
وأشار بصل "لا يزال نحو 160 جثماناً مدفوناً داخل مستشفى الشفاء، وعملية نقل الجثامين من داخل أسوار المستشفى ستستمر لأيام عدة".