تسلم الصليب الأحمر الدولي جثامين أربع رهائن إسرائيليين في خان يونس في قطاع غزة، مقابل إطلاق إسرائيل سراح أكثر من 600 سجين فلسطيني.
وخلافاً للمرات السابقة جرت عملية تسليم جثث الرهائن من دون أي مراسم من جانب حماس، بعدما أثارت الاستعراضات العسكرية التي نظّمتها الحركة في السابق غضباً إسرائيلياً.
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ خبراء باشروا عملية التعرّف على الجثث بعد تسلمها من الصليب الأحمر.
يشار إلى أن فريقاً من الطب الشرعي الإسرائيلي كان عند معبر كرم أبو سالم الحدودي مع قطاع غزة، للمساعدة في التعرف على هوية الرهائن، وفق هيئة البث الإسرائيلية.
ونقلت وكالة فرانس برس مصادر مختلفة في الدولة العبرية، أن جثث الرهائن الإسرائيليين الأربع إيتسيك إلغارت وأوهاد يهالومي وشلومو منصور وتساحي عيدان، الذين كانوا محتجزين في قطاع غزة، تم التثبّت من هويتهم.
وقال منتدى عائلات الرهائن في بيان "تلقينا بحزن شديد خبر تحديد هوية تساحي عيدان وإيتسيك إلغارات وأوهاد يهالومي".
وتساحي عيدان (49 عاماً) الذي كان يعيش في كيبوتس ناحال عوز اختطف خلال هجوم حماس، بينما قُتلت ابنته مايان (18 عاما) بالرصاص.
كذلك، أعلنت شقيقة الرهينة الإسرائيلي شلومو منصور لشبكة تلفزيونية أنه تم تسلّم جثته خلال الليل ضمن عملية التبادل.
وكانت إسرائيل أعلنت في شباط/فبراير 2024 أن شلومو منصور البالغ 85 عاماً قتل في هجوم حركة حماس في السابع من تشرين الأول/اكتوبر 2023، وأن جثته نقلت إلى قطاع غزة.
من جانبه، أعلن كيبوتس نير عوز في بيانين منفصلين تسلّم جثتي الرهينة الإسرائيلي الدنماركي الإسرائيلي إيتسيك إلغارت، والفرنسي الإسرائيلي أوهاد يهالومي.
وقال إنّه يعلن "بحزن عميققتل إيتسيك إلغارات (...) الذي اختطف من منزله في الكيبوتس السبت السابع من تشرين الأول/أكتوبر (2023) وقتل أثناء احتجازه في غزة".
وفي بيان آخر، أعلن الكيبوتس "بحزن شديد قتل أوهاد يهالومي (...) الذي اختطف من منزله... وقتل أثناء احتجازه في غزة".
وكان أوهاد يهالومي يبلغ من العمر 49 عاماً عند خطفه خلال هجوم حماس. وكان قد أُطلق سراح ابنه إيتان (12 عاماً) في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2023 خلال أول هدنة بين حماس وإسرائيل.
ووصلت حافلات تقل سجناء فلسطينيين مفرج عنهم من سجون إسرائيل إلى قطاع غزة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية وصول حافلة تقل سجناء فلسطينيين إلى رام الله في الضفة الغربية المحتلة بعد خروجهم من سجن عوفر الإسرائيلي.
واستقبل فلسطينييون السجناء بفرح وأهازيج وزغاريد ورفعوهم على الأكتاف احتفاء بهم.
وكبّر المحتشدون وردّدوا هتافات من بينها "الشعب يريد كتائب عز الدين القسام"، بينما كانت محافظ رام الله ليلى غنام تستقبل المفرج عنهم لدى ترجّلهم من الحافلة.
وقال السجين المفرج عنه بلال ياسين (42 عاماً) لرويترز إنه أمضى 20 عاماً في الاعتقال الإسرائيلي. وأضاف ياسين أنه تعرض "لقمع وظروف سيئة طوال هذه الفترة".
وتضمنت الدفعة الأولى 42 سجيناً كان من المقرر أن تفرج إسرائيل عنهم يوم السبت الماضي.
ووصل 37 إلى مدينة رام الله، فيما وصل 5 سجناء معتقلين من المفرج عنهم إلى مدينة القدس المحتلة.
ووفق "هيئة شؤون الأسرى والمحررين" الفلسطينية يُفترض أن تفرج إسرائيل عن 641 سجيناً منهم 151 من ذوي الأحكام المرتفعة والمؤبدة، وسيُبعد 97 إلى خارج الأراضي الفلسطينية.
وبثت قناة "القاهرة الإخبارية" الممولة من الحكومة المصرية لقطات لوصول عدد من الفلسطينيين المبعدين إلى الجانب المصري لمعبر رفح منبعد الإفراج عنهم في إطار صفقة التبادل.
وتأتي هذه الإجراءات بعد إعلان حركة حماس أنها ستسلم الليلة جثامين أربع رهائن، كانت احتجزتهم في هجومها على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك في إطار صفقة تبادل الرهائن والسجناء ضمن اتفاق وقف النار المبرم بين طرفي الحرب.
وبحسب بيان للحركة على تلغرام، فإن الجثامين الأربعة هي للرهائن: اتساحي عيدان، ايتسيك الجريط، أوهاد بهلومي، شلومو منصور.
وكانت إسرائيل تراجعت السبت الماضي، عن إطلاق سراح الدفعة السابعة من السجناء الفلسطينيين، اعتراضاً على ما قالت إنه "مراسم مهينة" لإطلاق سراح الرهائن لدى حركة حماس.
من جانبه، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء، أن إسرائيل ستتسلم الليلة جثث أربع رهائن في قطاع غزة وذلك ضمن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال مكتب نتنياهو في بيان "ستعاد جثث أربع من رهائننا الذين لقوا حتفهم، الليلة في إطار المرحلة الأولى ووفقاً لإجراء متفق عليه ودون مراسم حماس" التي شهدتها عمليات التسليم السابقة.
وأكدت هيئة الأسرى ونادي الأسير أن تنفيذ عملية الإفراج عن السجناء الفلسطينيين ستبدأ في تمام الساعة 11 من ليلة الأربعاء، بالتوقيت المحلي .
وقال عبد اللطيف القانوع، الناطق باسم حركة حماس، إن إطلاق سراح الدفعة السابعة سيتم بالتزامن مع تسليم المقاومة لجثامين الرهائن الأربعة، وما يقابلهم من النساء والأطفال.
وأضاف أن الوسطاء المصريين ضمنوا ذلك، مؤكداً التزام الحركة وحرصها على "إتمام الاتفاق وإلزام الاحتلال به"، بحسب القانوع.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الأربعاء، إن قرار وقف إطلاق النار في غزة يجب أن تتخذه إسرائيل، مؤكداً أن على نتنياهو أن يتخذ القرار بشأن الخوض في مفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.
وفي اجتماعه الأول مع وزراء حكومته في البيت الأبيض، وبحضور إيلون ماسك مسؤول وزارة الكفاءة الحكومية، وصف ترامب حركة حماس بأنها "جماعة شريرة".
مصر ترفض مقترح المعارضة الإسرائيلية
ردّت مصر الأربعاء على اقتراح زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، الذي دعا إلى تولي مصر إدارة قطاع غزة لمدة لا تقل عن ثماني سنوات بعد انتهاء الحرب بين إسرائيل وحركة حماس.
وأكدت مصر أن هذا الاقتراح "مرفوض وغير مقبول"، مشددة على أن السيادة على غزة يجب أن تكون للفلسطينيين وأن أي محاولة للتدخل في شؤون القطاع تفتقر إلى الشرعية.
وكان لابيد قد اقترح أن تتولى مصر إدارة القطاع بعد الحرب مقابل تسديد المجتمع الدولي الديون الخارجية لمصر، وهو ما لاقى رد فعل واضح من القاهرة.
ويتضمن مقترح لابيد أن تقود مصر "قوة سلام" يشارك فيها المجتمع الدولي ودول الخليج بهدف "إدارة وإعادة إعمار" القطاع المدمّر جراء الحرب التي امتدت أكثر من 15 شهراً.
واعتبر أن هذه الخطة لا "تتناقض" مع خطة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي اقترح السيطرة على قطاع غزة المدمر ونقل سكانه الذين يبلغ عددهم نحو 2,4 مليون نسمة إلى دول مجاورة، لا سيما الأردن ومصر، وأثارت خطته استنكاراً دولياً، لكن إسرائيل دعمتها.
ضربات إسرائيلية على مواقع في غزة
أعلن الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، أنه شن ضربات جوية على مواقع في قطاع غزة، وذلك بعد ساعات من سقوط صاروخ أطلق من القطاع المحاصر على داخل الأراضي الإسرائيلية.
وأوضح الجيش في بيان رسمي أن الصاروخ الذي اُطلق الأربعاء، قد تم تحديد مصدره في قطاع غزة.
وقال البيان إن الهجوم الإسرائيلي استهدف عدة مواقع تستخدم لإطلاق الصواريخ في المنطقة التي تم إطلاق الصاروخ منها، وذلك في إطار رد عسكري على الهجوم الصاروخي.
أما على الصعيد الإنساني، فتوفيت طفلة في قطاع غزة اليوم نتيجة البرد القارس الذي تعرضت له في خيمة عائلتها، ليرتفع عدد الأطفال المتوفين برداً منذ الثلاثاء إلى سبعة.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، بأن الطفلة، التي لا تتجاوز شهرين من العمر، توفيت في خيمة عائلتها في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
ويأتي ذلك بعد يوم من وفاة ستة أطفال آخرين بسبب البرد القارس، فيما أُصيب آخرون بحالات خطيرة، وفقًا للمصادر الصحية في القطاع.
ويعاني سكان غزة من نقص في المأوى والعلاج جراء الحرب بين حماس وإسرائيل، بالإضافة إلى قلة وسائل التدفئة بسبب شح الوقود، في ظل موجة قطبية شديدة البرودة تضرب المنطقة.