مع اقتراب موعد الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان، والذي حُدِّد في 18 فبراير 2025، تتجه الأنظار إلى الحدود اللبنانية-الإسرائيلية حيث يخيّم التوتر على المشهد السياسي والأمني.
في ظل إصرار إسرائيل على الاحتفاظ بخمس نقاط حدودية بحجة "الضرورات الأمنية"، يواجه لبنان اختبارًا جديدًا في معركة السيادة، بينما يبقى حزب الله لاعبًا رئيسيًا في أي معادلة مستقبلية.
لبنان أمام تحديات كبيرة... سلاح حزب الله والقرار 1701
على الرغم من أن القرار الدولي 1701، الذي وُقّع في 2006 بعد حرب يوليو (تموز)، ينص على ضرورة انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان، إلا أن استمرار إسرائيل في بعض المناطق على الحدود يطرح تساؤلات حول جدوى هذا القرار والضغوط الدولية المترتبة على لبنان لتنفيذه بالكامل.
فيما يتعلق بسلاح حزب الله، تصاعدت الضغوط على الحكومة اللبنانية، حيث تعتبر إسرائيل أن سلاح حزب الله يشكل تهديدًا للأمن الإسرائيلي.
لبنان بين خيار المقاومة وتحديات السيادة
في مقابلة مع غرفة الأخبار على "سكاي نيوز عربية"، أكد سيمون أبو فاضل، رئيس تحرير موقع "الكلمة أونلاين"، أن لبنان يعاني اليوم من تداعيات "حرب المساندة" التي شنّها حزب الله على إسرائيل، في إطار دعم إيراني.
وأضاف أبو فاضل أن "ما يحصل اليوم هو نتيجة لتلك الحرب التي دمرت الجنوب اللبناني وأوصلت البلاد إلى هذه الحال المتدهورة".
وأشار إلى أن "حزب الله أخذ لبنان إلى حربٍ دمرت البنية التحتية في الجنوب وكان دوره أكثر من أن يقتصر على محاربة إسرائيل".
وذهب أبو فاضل إلى أن إسرائيل، برغم انسحابها من بعض المناطق، لا تزال مستمرة في وجودها العسكري في خمس نقاط استراتيجية على طول الحدود، موضحًا: "إسرائيل تعتبر أن القرار 1701 لم يتم تنفيذه بشكل كامل، وهي تواصل الضغط على لبنان لتنفيذ بنود القرار".
وبالنسبة للجانب اللبناني، أكّد أبو فاضل أن حزب الله قد خلق معادلة معقدة في البلاد، حيث وصفه بـ"التهديد الداخلي". ورأى أن سلاح الحزب يمثل التحدي الأكبر أمام الدولة اللبنانية، قائلاً: "لبنان اليوم بحاجة إلى حل دبلوماسي حقيقي بعيدًا عن المزايدات السياسية".