• الساعة الآن 11:19 PM
  • 11℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

المفتي شرف الدين ونصيحته الذهبية: القبول الجامعي وفق أحكام النون الساكن

news-details

خاص - النقار
العلامة شمس الدين شرف الدين، مفتي الديار اليمنية حسب المسمى الوظيفي الذي تقلده من قبل جماعة أنصار الله، يوجه نصيحة هامة لقيادة وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي. 
جاء ذلك في "لقاء علمائي موسع" عقد اليوم بالعاصمة صنعاء، وتحت عنوان "مسؤولية العلماء في الانتصار لكتاب الله والمقدسات وتعبئة الأمة لجهاد أمريكا وإسرائيل". 
وبحسب وسائل إعلام الجماعة، فإن اللقاء "نظمته رابطة علماء اليمن، غضبا لكتاب الله ورفضا للإساءة الأمريكية، الصهيونية إليه".
أما النصيحة الذهبية فهي كالتالي: أن تقوم وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي المباركة "بإصدار تعميم، يكون من شروط التحاق الطالب بالكليات إجادة قراءة القرآن ولديه إجازة من شيخ معتبر، نصرة للقرآن الكريم".
هنا يكون فضيلة العلامة المفتي مجد الدين قد بلغ المجد دينا ودنيا، واستحق أن يزاد إلى عمامته متران إضافيان حتى يضفي على المجتمع مزيدا من بركاته. 
ولأن النصائح الذهبية لا تأتي إلا من معدن نفيس، فقد ارتأى فضيلته أن يضع وزارة التربية هذه أمام مهمة تاريخية: تحويل الكليات إلى حلقات تحفيظ جماعية، حيث يصبح الطالب، فيزياء ورياضيات وكيمياء، مشروطا بمدى إتقانه مخارج الحروف. 
وأما "إجازة الشيخ المعتبر" فهي بمثابة "فيزا علمية" تتيح للطالب دخول قاعات المحاضرات، وإلا فليبحث عن شيخ آخر يمنحه إجازة دخول مباركة. 
بهذا يكون التعليم العالي قد تحرر أخيرا من عبء المناهج "الدنيوية"، ليصبح الطريق إلى المختبرات مرصوفا بالبسملة والآيات، ومختوما بختم شيخ يحدد مصير الطالب العلمي.
هكذا تُختزل نصرة القرآن في تحويل الجامعات إلى مراكز اختبار لمخارج الحروف، حيث يصبح الطالب في الكيمياء والطب والهندسة مجرد متسابق في مسابقة تجويد. 
أما الحديث عن تسهيل القبول وإلغاء العراقيل وتخفيض الرسوم، فذلك من وساوس الشيطان التي تريد أن تجعل العلم في متناول الجميع، والعياذ بالله.
كذلك الأمر بالنسبة للعدالة وإنصاف المظلومين وتحسين ظروف المعيشة، فتلك رفاهيات دنيوية لا تليق بمقام "النصرة"، إذ يكفي أن يغرق المواطن في بحرٍ من الخطب والفتاوى التي لا تُشبع جائعا ولا تُعلم طالبا، لكنها تُرضي صاحب الفضيلة وتزيد عمامته طولا ومجدا.
وعليه فإن المهمة السامية للدولة ليست أن تجعل الوطن جنة للعيش الكريم، بل أن توزع تذاكر دخول جماعية إلى الجنة الأخروية، تاركة الناس يتدبرون أمر بطونهم وعلمهم وأحلامهم في طوابير لا تنتهي. 
وفي النهاية، يبقى المتران الإضافيان في عمامة فضيلته أهم من أي متر إضافي في بناء الوطن.

شارك الخبر: