• الساعة الآن 12:25 AM
  • 12℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

مخاوف أمنية وعسكرية سلطة صنعاء توقف الخدمات وتحوّل الإيرادات إلى المجهود الحربي

news-details

أدارت سلطة صنعاء ظهرها للخدمات، ويمّمت وجهها نحو العمل العسكري، في مؤشر على حجم المخاوف الأمنية التي يعيشها أصحاب القرار في الجماعة، على خلفية التغيرات الإقليمية التي تشهدها المنطقة، خصوصًا منذ توقيع اتفاق التهدئة في غزة، وصولًا إلى الاتفاق السعودي–الإيراني بشأن اليمن.

وأفاد لـ«النقار» مصدران يعملان في ديوان وزارة المالية بصنعاء، أن توجيهات عليا تلقتها قيادة الوزارة قضت بوقف تمويل عدد من المشاريع التي كانت الحكومة قد أقرت تنفيذها قبل مقتل رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، رغم أن عدد تلك المشاريع لا يتجاوز الثمانية.

وقال أحد المصدرين إن التوجيهات قضت بعدم تمويل أي مشروع تتجاوز كلفته مليوني ريال، مع توجيه العديد من الإيرادات إلى قنوات خاصة بعيدًا عن البنك المركزي، مبينًا أن قيادة الوزارة تتلقى توجيهات بتجيير الإيرادات بشكل شبه شهري إلى قنوات خاصة مرتبطة باقتصاد الظل الخاص بالجماعة.

وفي سياق متصل، أفاد «النقار» مصدر عسكري كان يعمل في رئاسة هيئة الأركان العامة بصنعاء إلى ما قبل شهرين، أنه منذ تعيين يوسف المداني رئيسًا للأركان، تجري عملية تغييرات واسعة في مختلف مفاصل الهيئة، رغم أن أغلب الموظفين محسوبون على الجماعة، إلا أن حالة من عدم الثقة تسود بين مراكز النفوذ داخل الجماعة، عقب مقتل رئيس الأركان السابق هاشم الغماري.

وأكد المصدر أن المداني بدأ بتبني سياسة إنشاء بنى تحتية عسكرية تحسبًا للمتغيرات التي تشهدها المنطقة، وخوفًا من أي عمل عسكري قد يستهدف مناطق السيطرة.

وحصل «النقار» على معلومات من مصادر في المنطقة العسكرية الرابعة، تفيد بأن الجماعة بدأت منذ سبتمبر الماضي، عبر عناصر أُرسلت من صنعاء، بإنشاء أنفاق ومخازن تحت الأرض في المناطق الجبلية المطلة على الطريق الرابط بين محافظتي تعز وإب. وأشارت المصادر إلى أن عشرات الأنفاق والمخازن تم استحداثها في جبال الحيزم والنقيلين، وقرب منطقة الأشلوح بمديرية السياني، إضافة إلى جبال أخرى مجاورة في مديرية السبرة بمحافظة إب.

ولفتت المصادر إلى أن استحداثات أخرى يجري إنشاؤها في الجبال الجنوبية بمديرية ماوية شرق مدينة تعز، وصولًا إلى الجبال المحيطة بمدينة الراهدة على طريق كرش–الشريجة، فيما بدأت الجماعة بشق طريق إلى الجبال الواقعة شمال مدينة تعز في مديرية التعزية.

ويؤكد سكان محليون في هذه المناطق سماع تفجيرات ليلية، فيما تُستخدم بعض المواقع لإطلاق قذائف مدفعية باتجاه مدينة تعز، خصوصًا من الجبال الواقعة غرب مديرية السبرة بمحافظة إب وجنوب ماوية بتعز، مشيرين إلى أن شاحنات نقل ثقيل تصل إلى تلك المناطق عبر طرق مستحدثة بعيدًا عن التجمعات السكانية.

وكشف لـ«النقار» مصدر في مصلحة الجمارك والضرائب أن رفع الرسوم الجمركية على أغلب السلع المستوردة لم تتخذه المصلحة، وإنما تم اتخاذ القرار من رئيس الهيئة دون عرضه على قيادة المصلحة، تنفيذًا لتوجيهات مكتب زعيم الجماعة.

وأضاف أن المبرر كان تشجيع الصناعات المحلية، التي لا تغطي احتياجات العاصمة ولا تلبي في تصميمها رغبات وأذواق المستهلكين، مشيرًا إلى أن أغلب إيرادات الهيئة باتت تُجَيَّر إلى حسابات في شركات صرافة، مرجحًا تخصيص تلك المبالغ للجانب العسكري.

وأفاد «النقار» مصدر في ديوان وزارة التربية والتعليم بصنعاء، باستبعاد قرابة عشرة آلاف تربوي من الفئة (ب)، التي يُصرف لها نصف راتب، ونقلهم إلى الفئة (ج) التي يُصرف لها نصف راتب كل ثلاثة أشهر، من محافظات الحديدة وحجة وتعز (الحوبان)، بذريعة أنهم فائضون عن الحاجة.

وأكد المصدر أن السبب الحقيقي هو توجيهات وزارة المالية، التي تشمل نقل 20 ألف موظف من الفئة (ب) إلى الفئة (ج) بمبرر تراجع الإيرادات، كاشفًا أن المحافظات المستهدفة في المرحلة المقبلة هي صنعاء وذمار وإب.

وفي سياق ذي صلة، أفاد مصدران يعملان في أمانة العاصمة ومحافظة صنعاء، أن توجيهات صدرت من مكتب الرئاسة بصنعاء قبل قرابة شهرين، تقضي بتخصيص 30% من الإيرادات المحلية للمجهود الحربي، موضحين أن أغلب تلك الإيرادات تُستقطع من إيرادات صندوقي النظافة في الأمانة والمحافظة.

ويأتي ذلك في وقت تشهد فيه الجبال المحيطة بالعاصمة صنعاء، من الجهتين الجنوبية والغربية على وجه الخصوص، استحداثات عسكرية، تشمل شق طرق جديدة، وحفر خنادق ومخازن، ومعها يجري تشديد الإجراءات الأمنية في محيطات مناطق الاستحداثات.

وأكد لـ"النقار" سكان محليون في أحياء عصر والخمسين غرب العاصمة، وحزيز وضبوة وسنحان وبلاد الروس جنوبًا، سماعهم انفجارات ليلية في الجبال المجاورة بشكل شبه يومي منذ شهرين.

وبالتزامن مع هذه الاستحداثات، أفادت «النقار» مصادر محلية، بأن أسلحة وجنودًا يتم نقلهم على الطريق الرابط بين صنعاء وصعدة، على متن أطقم وناقلات جند، منذ منتصف نوفمبر الماضي، حيث تتم أغلب عمليات النقل في منتصف الليل.

كما كشف لـ«النقار» مصدر أمني يعمل في أمن أمانة العاصمة، أن عملية إعادة توزيع واستغناء تستهدف العناصر الأمنية من قدامى منتسبي المناطق الأمنية في العاصمة صنعاء، موضحًا أن كبار السن أُحيلوا إلى التقاعد، فيما أُبلغ آخرون بالبقاء في منازلهم، ونُقل بعضهم إلى محافظات أخرى، مشيرًا إلى أن هذه العملية هي الثانية بعد عملية مماثلة استهدفت عددًا من المناطق الأمنية العام الماضي.

من جانبها، قلّصت هيئة الزكاة المساعدات العلاجية التي كانت تقدمها للمرضى. وأفاد «النقار» مصدر يعمل في قطاع المصارف بالهيئة، أن الهيئة خفّضت منذ سبتمبر الماضي الميزانية المخصصة لمساعدات المرضى إلى 30%.

وأوضح المصدر أن المساعدات التي كانت تُقدَّم للمرضى في الخارج، والتي كانت تصل إلى ألف دولار، توقفت تمامًا دون توضيح الأسباب. غير أن مصدرًا مقربًا من الهيئة أفاد «النقار» بأن جزءًا كبيرًا من إيرادات الهيئة جرى توجيهه إلى الجانب العسكري، كاشفًا أن رئاسة الهيئة تناقش خطة لرفع إيراداتها خلال شهر رمضان القادم، وأن قرارًا اتُّخذ قبل أشهر يقضي بجَبي أموال من المكلفين تحت الحساب لسنوات قادمة.

شارك الخبر: