• الساعة الآن 07:23 PM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

النائب بشر: مطار صنعاء مفتوح للسلطة ومغلق أمام الشعب.. والرواتب تُستخدم كورقة إعلامية لتهدئة الغضب الشعبي

news-details

 

خاص - النقار
النائب في برلمان صنعاء عبده بشر قال في حوار مع شبكة النقار  إن ما يجري في مسقط لا يمكن وصفه بمسار نحو تسوية وطنية، بل هو "ترتيب أوراق وتبادل مصالح وذرّ للرماد على العيون"، معتبراً أن المشهد الحالي استمرار للواقع المأساوي الذي يعيشه اليمن أرضًا وإنسانًا، وصولًا إلى "تقسيم المقسّم وتجزيء المجزّأ".

وأوضح بشر أن المفاوضات الدائرة في مسقط لا تحمل جديدًا، فكل حرب في العالم تنتهي باتفاق إلا حرب اليمن، لأنها – بحسب تعبيره – لا تُدار لتحسم بل لتبقى معلّقة. وأشار إلى أن اليمن لا يعيش حربًا تُخاض فعلاً، بل حربًا تُدار من الخارج وتُجمّد من الداخل، مؤكدًا أن القرار اليمني بات رهينة إرادات خارجية لا تريد للحرب أن تنتهي.

وأضاف أن استبعاد القوى السياسية من مشهد التفاوض لا يعني تهميش الأحزاب فقط، بل استبعاد شعب بأكمله لا يعلم بشيء مما يدور، مشيرًا إلى أن "ما يجري من تفاوض لا يمثل عملية سياسية حقيقية لإخراج البلاد من أزماتها، بل مشاريع صغيرة وخضوع ووصاية تُكرّس الانقسام والارتهان للخارج".

وحول انحسار سقف التفاوض لدى جماعة أنصار الله (الحوثيين) في قضايا خدمية مثل المرتبات والمطارات، اعتبر بشر أن الجماعة فقدت أوراق القوة عندما قبلت بتحويل المملكة إلى وسيط، وأن التفاوض يجري من تحت الطاولة وبقبول بالفتات. وقال إن ملف المرتبات يُستخدم كورقة إعلامية لتخفيف الضغط الداخلي وإنقاذ السلطة، لا لإيجاد حل جذري، بينما المطار مفتوح أمام الطائرات الدولية والأممية الخاصة بالسلطة، فيما يبقى الحصار مفروضًا على المواطنين.

وبيّن أن أولويات المفاوضات في صنعاء كان من المفترض أن تتركز على إحلال السلام وفتح صفحة جديدة بين اليمنيين، تبدأ بإطلاق الأسرى وصرف المرتبات وفتح الطرقات، لكن الواقع – كما يقول – خالٍ من أي توازنات داخلية أو شراكة حقيقية، في ظل غياب الشفافية والإقصاء الممنهج للمعارضين.

وانتقد بشر طريقة إدارة المفاوضات والهدن، مؤكّدًا أن كل اتفاق يُوقّع يُجمّد، بدءًا من     اتفاق استوكهولم إلى اتفاق الرياض    ، وقال إن اليمن يعيش ما قبل السلام، لا ما بعده، لأن الاتفاقات تُوقّع أمام الكاميرات ثم تُعلّق خلف الكواليس. واعتبر أن الأطراف الدولية لا تريد حربًا مفتوحة، لكنها تخشى سلامًا يعيد لليمنيين حقهم في القرار والسيادة، مشيرًا إلى أن اليمن أصبح ورقة تفاوض في ملفات إقليمية ودولية تُفتح وتُغلق حسب مصالح الآخرين.

وأضاف أن من يوقّع باسم اليمن على طاولة المفاوضات لا يملك تفويضًا شعبيًا ولا يخضع لأي مساءلة، إذ "يُصاغ القرار خارج الحدود ثم يُسلَّم كأمر واقع، فيصبح التوقيع بلا تمثيل، والقرار بلا سيادة، واليمن حاضر بالاسم، غائب بالإرادة".

وفي ختام حديثه، عبّر النائب عبده بشر عن أمله في أن "يوحّد الله الشمل ويفرّج الكرب، ويُخرج البلاد والعباد من الأنفاق المظلمة إلى بر الأمان"، مؤكّدًا أن الحل لن يأتي إلا من الداخل عبر إرادة يمنية خالصة وقرار وطني مستقل.

شارك الخبر: