• الساعة الآن 03:01 AM
  • 13℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

محمد العلائي يكتب: اليمن بين الفكرة الجمهورية والانهيار الحضاري

news-details

 

محمد العلائي
ما الذي فشل في اليمن حقاً؟
بالتأكيد ليس النظام الجمهوري، ولا الفكرة الجمهورية، كما يقترح أنصاف المثقفين.
هناك شيءٌ ما أعمق وأشمل من نظام الحكم، أياً كان، هو الذي فشل هذه المرة، وهو الذي لحق به العطب والفساد.
لو قلنا "فشل حضاري" فهذا هو التعبير الأدق:
انحطاط شامل وتقهقر عقلي وأدبي، خرجنا بسببه من التاريخ إلى الطبيعة، 
من حالة التمدن التي كنا في مستهلها إلى حالة من حالات البربرية.
لقد تصدع الأساس الذي يجعل أي دولة ممكنة، وأي نظام حكم قابلاً للحياة: 
فقدنا وحدة الأنا الجمعي، 
ووحدة الشعور والفكر والعمل، والحد الأدنى من الشركة في الغايات القريبة والبعيدة وفي الفرح والحزن.

**
يفتقر اليمن إلى القدر الكافي من الخصوبة والغنى ليكون قاعدة انطلاق لغزوات توسعية أو مشاريع إمبراطورية خارج حدوده.
فاليمنيون لم يشكّلوا في أي مرحلة من التاريخ تهديداً للعالم الخارجي كغزاة أو فاتحين، وانما كانوا غالباً مهاجرين في أصقاع الأرض.
صحيح أنهم شاركوا في الفتح الإسلامي، لكن انطلاقاً من الحجاز والشام والعراق وشمال أفريقيا، لا من أرضهم نفسها.
ليس في اليمن من المدد ما يكفي لقيام دولة قوية قادرة على ممارسة ما سماه ماكس فيبر "سياسة تستند إلى غرور الفاتحين".
كما لا يملك اليمن من أسباب الوفرة والرخاء ما يجعله مطمعاً أو هدفاً لفتوحات الفاتحين، وقد دلّ التاريخ أن من تجاسر منهم عاد فتحسَّر وندم.
اليمن، في عبارة موجزة: 
أرض لا تصلح منطلقاً للغزو والفتح، ولا مستقراً مضيافاً للفاتحين والغزاة.

 

شارك الخبر: