قال الرئيس السوري أحمد الشرع إنه يريد إعادة تعريف العلاقات بين دمشق وموسكو، مضيفاً، في أول لقاء له مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ الإطاحة في ديسمبر (كانون الأول) بالرئيس المخلوع بشار الأسد، "نحاول أن نعيد ونعرِّف بشكل جديد طبيعة هذه العلاقات، على أن يكون هناك استقلال للحالة السورية والسيادة السورية وأيضاً سلامة ووحدة الأراضي واستقرارها الأمني"، وأشار الرئيس السوري الى "روابط تاريخية" و"مصالح مشتركة" بين البلدين، وأوضح أن "جزءاً من الغذاء السوري معتمد على الإنتاج الروسي وكثيراً من محطات الطاقة معتمدة على الخبرات الروسية".
"المميزة"
وبعد أن استقبل ضيفه في الكرملين، أشاد الرئيس الروسي بالعلاقات "المميزة" بين روسيا وسوريا، وقال بوتين "لقد تطورت علاقات مميزة بين بلدينا على مدى عقود".
وكان مسؤول سوري إن الرئيس السوري سيطلب من موسكو تسليم الرئيس المخلوع بشار الأسد الذي لجأ إليها بعد إطاحته، وأفاد المصدر الحكومي بأن الطرفين سيبحثان أيضاً "ملفات اقتصادية تتعلق بالاستثمار وأيضاً وضع القواعد الروسية في سوريا، بالإضافة إلى موضوع إعادة تسليح الجيش الجديد".
قاعدتان عسكريتان
ولروسيا قاعدتان عسكريتان رئيستان في سوريا هما قاعدة حميميم الجوية داخل محافظة اللاذقية إلى جانب قاعدة بحرية في طرطوس.
وأفادت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) بأن الشرع وصل إلى روسيا "في زيارة رسمية لإجراء محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين حول العلاقات الثنائية بين البلدين والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".
نبرة تصالحية
وشكلت موسكو داعماً رئيساً لبشار الأسد على امتداد حكمه الذي استمر ربع قرن، وفر إليها عقب إطاحته خلال الثامن من ديسمبر (كانون الأول) 2024. وبعدما قدمت له دعماً دبلوماسياً في مجلس الأمن الدولي إثر اندلاع النزاع عام 2011، تدخلت روسيا بقواتها العسكرية لصالحه بدءاً من عام 2015، وأسهمت، خصوصاً عبر الغارات الجوية، في قلب الدفة لصالحه على جبهات عدة في الميدان.
وعلى رغم الدعم الذي قدمته روسيا للأسد، فإن السلطات الانتقالية برئاسة أحمد الشرع اعتمدت نبرة تصالحية تجاهها منذ البداية.
وتسعى روسيا لضمان مستقبل قاعدتيها البحرية في طرطوس والجوية في حميميم، وهما الموقعان العسكريان الوحيدان لها خارج نطاق الاتحاد السوفياتي السابق، في ظل السلطات الجديدة.