لا تزال سلطات ولاية تينسي الأمريكية تبحث عن 19 شخصاً مفقوداً عقب انفجار ضخم في مصنع للمتفجرات بالولاية، بحسب الشرطة المحلية.
وصرح قائد شرطة مقاطعة همفريز، كريس ديفيس، بأن هناك "بعض القتلى" رافضاً الإفصاح عن عدد القتلى بالضبط، لكنه أكد أن السلطات تبحث عن 19 شخصاً.
وقال في مؤتمر صحفي إن هذا الموقع ربما يكون "من أكثر المواقع تدميراً" التي رآها، راجياً من الجميع تذكر عائلات المفقودين والضحايا.
وأكد ديفيس أن موقع الحادث آمن، وأن مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات ومكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) يساعدان في التعامل مع الحادث، بينما يحاول الجميع معرفة سبب الانفجار.
وقال إن سبب الانفجار لا يزال غير واضح، لكنه أكد أن المصنع كان مفتوحاً وقت وقوعه.
وأضاف "لا أرى تفسيراً لما حدث في الوقت الحالي". متوقعاً البقاء في موقع الحادث لأيام. كما سيكون هناك "تحقيق واسع النطاق" في الحادث.
وأكد قائد شرطة مقاطعة همفريز أن لديهم "فرقة تفكيك متفجرات" هناك، إلى جانب العديد من الوكالات الأخرى التي تعمل معاً لبذل "أقصى جهد جماعي ممكن".
وطلب من الناس أن يتذكروا المتضررين عائلاتهم، مضيفاً أن "الصلوات والدعوات يجب أن تتوجه إليهم الآن".
وأكد مكتب عمدة مقاطعة هيكمان، جيم بيتس، وقوع الانفجار، الذي وقع على بُعد ساعة تقريبا جنوب مدينة ناشفيل.
قائلاً "نؤكد وقوع انفجار في مصنع تابع لشركة أكيوريت إنرجيتيك سيستمز في منطقة باكسنورت".
وأضاف "خدمات الطوارئ متواجدة حاليا في موقع الحادث وتعمل على معالجة الوضع".
ما الذي حدث؟
قال قائد شرطة مقاطعة همفريز إن انفجاراً في منشأة عسكرية للمتفجرات في ولاية تينيسي وقع قبيل الساعة 8:00 صباحاً بالتوقيت المحلي (4:00 مساء بتوقيت غرينتش).
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن 19 شخصاً على الأقل في عداد المفقودين، مضيفة "أربعة أو خمسة أشخاص" نقلوا إلى المستشفى، ويتلقى بعضهم العلاج من "إصابات طفيفة".
وصرحت كيسي ستاب، مديرة العلاقات الإعلامية في مستشفى تريستار هيلث في ديكسون القريبة بولاية تينيسي، بأن مريضين حضرا إلى المستشفى دون موعد مسبق عولجا من "إصابات طفيفة" جراء انفجار اليوم، وغادرا المستشفى.
وأضافت أن مريضاً ثالثاً وصل إلى المستشفى دون موعد مسبق ولا يزال يتلقى العلاج من إصابات طفيفة.
وأفادت تقارير إخبارية محلية أن المرضى يتلقون العلاج أيضاً في مستشفيات أخرى في المنطقة.
وعن الحادث، قال قائد شرطة المقاطعة إن انفجاراً كبيراً وقع أولاً في في مصنع شركة أكيوريت إنرجيتيك سيستمز صباح الجمعة في ماك إيوان، تينيسي، أعقبه عدة انفجارات، وفقا لقناة سي بي إس نيوز، الشريك الأمريكي لبي بي سي.
وأضاف ديفيس أن مصنع الذخيرة، الذي تعرض للانفجار، دُمر بالكامل، وأوقفت الشركة، التي تديره، عملياتها. و"أنهم يركزون حالياً على موظفيهم وعائلاتهم ".
وكان الموقع نفسه قد شهد انفجاراً مميتاً سابقاً في وحدة أخرى عام 2014.
وأفاد مسؤول آخر في مقاطعة هيكمان المجاورة لوكالة أسوشيتد برس للأنباء أن الانفجار أعاق جهود الإنقاذ الأولية.
صرحت شركة ميريويذر لويس للكهرباء في بيان "نعمل مع مسؤولي الطوارئ لإعادة خدمة الكهرباء والإنترنت بأقصى درجات السلامة الممكنة".
وأضافت "قلوبنا وصلواتنا مع المتضررين. نطلب من الجميع تجنب المنطقة والسماح لفرق الاستجابة الأولية بالعمل".
ودعا عضو الكونغرس عن ولاية تينيسي، سكوت ديغارليس، إلى الصلاة "من أجل موظفي وعائلات وأصدقاء العاملين في مصنع شركة أكيوريت إنرجيتيك سيستمز في مقاطعة هيكمان".
وأضاف في بيان عبر موقع إكس: "أرجو منكم أيضاً الدعاء لجميع المستجيبين الأوائل في موقع الحادث".
ماذا نعرف عن شركة أكيوريت إنرجيتيك سيستمز؟
تبلغ مساحة المنشأة التابعة للشركة، والتي حدث فيها الانفجار، حوالي 1300 فدان، بحسب سينثيا أبرامز، مراسلة أخبار WPLN في ناشفيل.
وقد حققت "ما يقارب من 100 مليون دولار أمريكي من الأعمال التجارية بموجب عقود اتحادية على مدار العقدين الماضيين"، وهو ما تصفه أبرامز بأنه "كبير جداً".
كما أنها حصلت على عقد بقيمة تعادل 90,200,000 جنيه إسترليني من وزارة الدفاع الأمريكية لشراء مادة تي إن تي المتفجرة الشهر الماضي.
ووفقاً لموقعها الإلكتروني، تقدم الشركة، التي تأسست قبل 45 عاماً، حلولاً لمنتجات الطاقة التي تخدم قطاعات الدفاع والفضاء والهدم.
وتقع على بُعد حوالي 90 كيلومتراً (56 ميلا) من مدينة ناشفيل الأكثر اكتظاظاً بالسكان.
ومن بين تخصصاتها المدرجة "صنع متفجرات عالية الجودة للهدم"، بالإضافة إلى إنتاج متفجرات عسكرية مثل ألغام كلايمور - وهي ألغام مضادة للأفراد تستخدمها الجيوش.
وتُصنّع الشركة أيضاً كريات ذخائر متفجرة، والتي تُشير إلى إمكانية استخدامها في الأغراض العسكرية والفضائية.
ويُقال إن منشأتها في باكسنورت، تينيسي، تضم مرافق "متطورة" لاختبار المتفجرات.
ويُؤكد موقعها الإلكتروني التزامها بالتميز، بما في ذلك في مجال الصحة والسلامة، في عملياتها.
وقالت سينثيافي تصريح لبي بي سي إن الانفجار كان "ضخماً"، حيث شعر به بعض السكان الذين تحدثت إليهم على بُعد حوالي 27 ميلاً (43.4 كيلومترا) من الموقع وكأنه في منازلهم.
وأضافت أبرامز أن تحقيقاً ستجريه مقاطعة هيكمان ومقاطعة همفري المجاورة، بمشاركة مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية، ومكتب التحقيقات الفيدرالي في تينيسي، ووزارة الأمن الداخلي.
"جمرٌ يتلألأ"
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو، يبدو أنه مُلتقط من كاميرا جرس باب، يُظهر دوي انفجارات قوية في الخلفية.
وأخبر أحد السكان القريبين قناة سي بي إس نيوز، أنه استيقظ على صوت انفجار قوي.
وقال جينتري ستوفر، الذي يسكن بالقرب من شركة أكيوريت إنرجيتيك سيستمز حيث وقع الانفجار: "ظننتُ أن المنزل قد انهار وأنا بداخله".
وتُظهر لقطات من موقع الانفجار، نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي من قِبل قناة نيوز شانيل 5 التلفزيونية المحلية، جمراً يتلألأ بجوار سيارات محترقة تماماً.
كما تظهر قطع معدنية متفحمة متناثرة، تبدو وكأنها من البنية التحتية للمنشأة، على الأرض في أكوام ملتوية ومشوهة.
وتُغطي أعمدة الدخان مشهد الكاميرا.
وعلى الرغم من أن العدد الدقيق للمفقودين والقتلى لا يزال مجهولاً، إلا أن هناك "بعض الضحايا وبعض المفقودين"، وفقاً لما صرحت به غراي كولير، المتحدثة باسم فريق إدارة الطوارئ في مقاطعة همفريز، لبي بي سي.
وتقول "العائلات تنتظر في المكتب الرئيسي لسماع الأخبار، وللاطمئنان على أحبائهم".
وتضيف أن المسؤولين يُركزون حالياً على إخطار "عائلات من يعلمون أنهم ذهبوا إلى العمل، لكنهم الآن لا يعرفون ما يحدث".
وتقول إن "جميع وكالات السلطة المحلية تستجيب حالياً للحادث". ويشمل ذلك أعضاءً من مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات ووزارة الأمن الداخلي.
وتصف كولير التحقيق أيضاً بأنه "عملية مشتركة" بين مقاطعة همفريز ومقاطعة هيكمان، نظراً لوقوع المنشأة التي انفجرت على حدود المقاطعة.
ويقول عمدة مقاطعة هيكمان إنه لا يزال هناك الكثير من الأسئلة التي تحتاج إلى إجابة بعد الانفجار.
وفي حديثه مع شبكة سي إن إن الإخبارية، قال العمدة جيم بيتس إن السبب لا يزال غير واضح، لكن آثاره على المجتمع ستكون واسعة النطاق.
"حوادث سابقة"
باستثناء "انفجار ذخيرة صغير" واحد في عام 2014، لم تواجه المنشأة أي مشاكل تتعلق بالسلامة، على حد قول عمدة مقاطعة هيكمان.
وقال قائد شرطة مقاطعة همفريز كنا نبحث في تفاصيل انفجار وقع عام 2014 في نفس الموقع.
وأكد كريس ديفيس، وقوع هذا الانفجار في وحدة تديرها شركة تُدعى ريو للذخيرة.
وتشير تقارير من أحد عشر عاماً مضت إلى مقتل رجل وإصابة ثلاثة آخرين في ذلك الانفجار.
ونقلت وسائل إعلام متعددة عن الشركة الأم لشركة ريو أميونيشن قولها في عام 2014 إن الانفجار وقع أثناء عمليات تحميل خراطيش البنادق.
يقول جون ديفيتو، العميل الخاص في مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات، إن المنشآت مثل منشأة تينيسي تخضع لضوابط صارمة.
ويضيف أن العاملين هناك مدربون تدريباً عالياً على بروتوكولات السلامة التي تشمل جميع المستويات الفيدرالية وعلى مستوى الولاية والمحلية أيضاً، ولكن "الأخطاء واردة".
ويقول "هذا حادث مروع، لكننا سنصل إلى حقيقة الأمر. سنعثر على ناجين".
ويقول الدكتور كريس شيبارد من جامعة كينت "عادةً ما تحدث مشاكل في المتفجرات، يكون السبب في المواد الخام".
ويضيف: "بمجرد تشكيل المتفجرات إلى منتجها النهائي، تصبح في الواقع مستقرة للغاية وآمنة للغاية"، ويمكن تخزين هذه المنتجات النهائية لسنوات، أو حتى عقود، "بأمان تام".
لكن في حالتها الخام "تكون خطيرة للغاية".
ويقول شيبرد إنه لا يعلم بعدد كبير من الحوادث المماثلة، مضيفاً أن "معايير التصنيع الحديثة في جميع البلدان صارمة للغاية هذه الأيام".