خاص - النقار
الضربة الصهيونية التي أطاحت بالحكومة في صنعاء مرّت في المشهد الدولي ببرودٍ لافت؛ لا عزاء، ولا بيانات تنديد ذات وزن، ولا حتى وقفة صمت. العالم قرأ الحدث كحادثة داخل جماعة مغلقة فقط، والمفارقة تتبدّى حين نستعيد مشهد صنعاء وهي تُنكّس الأعلام وتفتح دواوين العزاء عند مقتل رئيس إيران السابق ابراهيم رئيسي بحادث سقوط طائرة، بينما رئيس حكومة صنعاء ووزراؤها الذين قُتلوا بقصف إسرائيلي لم يجدوا بواكي.
يتعامل العالم مع (منطق الدولة) كشرط لا يمكن تجاوزه، والجماعات قد تفرض نفسها بالسلاح، لكنها تبقى في نظر الآخرين كيانات مؤقتة بلا وزن، والضربة الأخيرة لم تكشف ضعف أنصار الله أمام إسرائيل فحسب، بل أظهرت حدود مشروعهم أمام فكرة الدولة ذاتها.
صادر أنصار الله اليمن لحساب جماعتهم، فصار مصير البلد رهينة حسابات مغلقة لا تمتّ بصلة إلى منطق الدولة. القتل يُعامل كأمر عابر، لأن السلطة اليوم لا ترى في اليمنيين أمة لها حقوق، بل أتباعا أو أوراق ضغط، والتاريخ يوضح أن الأوطان لا تقوم على هذا المنطق، بل على عقد اجتماعي يضمن أن يكون الإنسان أساس الشرعية وغايتها.