• الساعة الآن 10:39 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

السيسي يلتقي محمد بن سلمان في نيوم

news-details

يلتقي الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، اليوم الخميس، ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بمدينة نيوم السعودية لـ"إجراء مباحثات تركّز على مستجدات الأوضاع في المنطقة وتعزيز الشراكة الإستراتيجية وتوسيع آفاق التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين"، فضلاً عن مستجدات الأوضاع في المنطقة، وفي مقدمها "تطورات الحرب في قطاع غزة"، وفق ما أعلنت الرئاسة المصرية.

وتأتي زيارة السيسي إلى مدينة نيوم السعودية في توقيت دقيق تمر به قضايا المنطقة، وبعد نحو شهر من لقاء جمع وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان ونظيره المصري بدر عبدالعاطي، في مدينة العلمين الساحلية المصرية، أكد فيه الوزيران "عمق العلاقات الثنائية الوطيدة والروابط الأخوية والتاريخية التي تربط البلدين الشقيقين، وما تشهده من تطور متسارع"، مستهجنين "أية محاولات يائسة للمساس بالعلاقات بين البلدين أو التشكيك في صلابتها"، مشددين على الرغبة المتبادلة في بذل مزيد من الجهود لتطوير العلاقات الثنائية، والعمل المشترك لإيجاد حلول سياسية ودبلوماسية للأزمات التي تموج بها المنطقة.

قضايا إقليمية

وفق ما أعلنت رئاسة الجمهورية المصرية، فإن زيارة الرئيس السيسي الخاصة إلى السعودية سيلتقي خلالها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وذلك "في إطار العلاقات التاريخية الراسخة التي تجمع بين البلدين، وتجسيداً لحرص القيادتين على مواصلة تعزيز التعاون الثنائي بينهما، إلى جانب التنسيق والتشاور المستمرَّين في شأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك".

وقال متحدث الرئاسة المصرية، السفير معتز الشناوي، إن المباحثات بين ولي العهد السعودي والرئيس المصري، "المُقرَّر عقدها بمدينة نيوم، ستتناول سُبل دعم وتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة على مختلف الصعد السياسية والاقتصادية والتنموية". مشيراً إلى أن الزعيمين "سيبحثان مستجدات أوضاع المنطقة، وفي مقدمها تطورات الحرب بقطاع غزة، إلى جانب الملفات المتعلقة بلبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن، فضلاً عن أمن البحر الأحمر".

وكان دبلوماسي عربي كبير في القاهرة قد أخبر "اندبندنت عربية" في وقت سابق، أن حجم التنسيق والتعاون على المستوى الرسمي بين القاهرة والرياض "في أفضل صوره في الوقت الراهن، وسيشهد مزيداً من التكثيف في الفترة المقبلة بما يخدم العلاقات الثنائية بين البلدين، وينعكس إيجاباً على قضايا المنطقة"، موضحاً أن كلا البلدين "يدرك أهمية وإستراتيجية العلاقات في ما بينهما مع رفض أية محاولة للمساس بها أو التشكيك في صلابتها".

وقبل أيام نقلت كذلك قناة "العربية" عن وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي قوله إن "العلاقات بين مصر والسعودية أبدية ومتجذرة في التاريخ، وتطوير هذه الروابط خير للأمتين العربية والإسلامية".

ماذا يعني توقيت الزيارة؟

ويجمع المراقبون ممن تحدثوا إلى "اندبندنت عربية" على أهمية زيارة السيسي إلى السعودية وتوقيتها في ما يتعلق بتعزيز العلاقات الثنائية، وكذلك نفي أية محاولات يائسة للتشكيك في متانتها.

من جانبه يقول مساعد وزير الخارجية المصري السابق للشؤون العربية، السفير ياسر عثمان، إن الزيارة تأتي "في توقيت بالغ الدقة إذ تموج المنطقة بتطورات خطرة تشكل تحدياً جدياً أمام الأمن القومي العربي". مشدداً في حديثه إلينا على أن هذا "الأمر يستلزم بالضرورة التشاور والتنسيق المشترك الدوري بين القيادتين المصرية والسعودية في شأن الملفات الساخنة والأزمات التي تتعرض لها المنطقة، بهدف صون الأمن القومي العربي والحفاظ على المصالح المشتركة، وذلك في ظل العلاقات الإستراتيجية الراسخة بين الدولتين الشقيقتين".

الاتجاه ذاته، تحدّث به مساعد وزير الخارجية المصري السابق السفير حسين هريدي، في حديثه معنا، قائلاً "الزيارة مهمة جداً بالنسبة إلى العلاقات الثنائية، خصوصاً بعد تواتر أنباء وشائعات عن تأثر العلاقات بين البلدين في الآونة الأخيرة"، مضيفاً "على رغم أنه كانت معروفة الدوافع والأهداف وراء بث مثل هذه الشائعات، فإن لقاء الرئيس السيسي وولي العهد السعودي في الزيارة الحالية تثبت عدم صحتها بصورة كاملة".

وأوضح هريدي أن وجود علاقات قوية ومتينة بين الرياض والقاهرة من ثوابت الأمن القومي العربي، لأن "التجارب التاريخية أثبتت أنه عند حدوث خلافات بين البلدين يتأثر جميع من في المنطقة بالسلب". متابعاً "هناك أهمية خاصة تمثلها الزيارة في ما يتعلق بمناقشة الحرب في قطاع غزة وضرورة التنسيق والتشاور في ما بين البلدين، لا سيما أن الزيارة تأتي قبل أسابيع قليلة من انطلاق الدورة الـ80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي ستشهد المؤتمر الثاني لحل الدولتين بقيادة السعودية وفرنسا، ولا شك أن تنسيق الرؤي بين مصر والسعودية في ما يتعلق بهذا المؤتمر وبالنسبة إلى مسألة حل الدولتين له أهميته، إذ يمثل رافعة لموقف عربي وإسلامي مشترك له تأثير في دول العالم والمجتمع الدولي، خصوصاً تلك الدول التي تؤيد حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة".

ومضى الدبلوماسي المصري السابق، "تأتي الزيارة كذلك في وقت تستعد فيه إسرائيل لتوسيع عملياتها العسكرية في قطاع غزة تمهيداً لبسط السيطرة الكاملة، وعليه فلا شك أن وجود موقف مصري سعودي مشترك حول التعامل مع السياسات الإسرائيلية التوسعية الراهنة له تأثير إيجابي في المصالح العربية والأمة العربية".

من جانبه يقول مدير المركز العربي للبحوث والدراسات، هاني سليمان، إن "توقيت وسياق القيام بالزيارة باعتبارها زيارة خاصة يؤكد أنها شديدة الأهمية وفي إطار المتغيرات والمستجدات الإقليمية المتسارعة، وعن الحرص المصري على التنسيق الكامل مع السعودية على كل المستويات"، مضيفاً "تمثل الزيارة تعبيراً وتأكيداً للعلاقات القوية الراسخة التي تجمع بين البلدين، وأهمية تعزيز التعاون الثنائي، وضرورة التنسيق والتشاور في عدد من القضايا، باعتبار الدولتين ركيزتين أساسيتين في عمق العالم العربي".

وعن الملفات المطروحة على طاولة المباحثات بين السيسي وولي العهد السعودي، تابع سليمان في حديثه "تصدر حرب غزة وترتيبات الأمن في البحر الأحمر، علاوة على قضايا اليمن ولبنان والسودان وسوريا، يعكس حرص البلدين على تفعيل الدور العربي وتقويته في ما يتعلق بحل قضايا المنطقة"، مشيراً إلى أن "الزيارات المتبادلة على أعلى المستويات الإستراتيجية بين البلدين تعكس أن العلاقات والمصالح المشتركة تسمو على أية اعتبارات أخرى، وكذلك إدراك حقيقي يتناسب مع ما تشهده المنطقة من تحديات، وأن التنسيق بين الدولتين يمثل المفتاح الحقيقي لحل كثير من القضايا".

شارك الخبر: