• الساعة الآن 02:35 AM
  • 18℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

فارس أبو بارعة… ضحية المزاج الحاكم في صنعاء

news-details

 

خاص - النقار 
اعتداء آخر. فجماعة الحكم في صنعاء محكومة بمزاج نزق يعبر عن نفسه بطرق شتى. 
يطمئن فارس أبو بارعة إلى كونه ناشطا في جماعة أنصار الله فيكتب منشورا ينتقد فيه قيام عبد المجيد الحوثي رئيس هيئة الأوقاف بتعيين زوج ابنته مديرا لمكتب الأوقاق في إب، بعد ان تمت تصفية المدير السابق معنويا في السجن، حسب تعبير أبو بارعة. 
ولم تكد تمضي ثلاثة أيام على كتابة المنشور حتى تعرض أبو بارعة لاعتداء مسلح أمام منزله في العاصمة صنعاء، جعله يرقد بين الحياة والموت، حسب تعبير الزوجة المفجوعة بزوجها. 
تضيف زوجة أبو بارعة في منشور مقتضب على حسابه في فيسبوك أن مجموعة مسلحين على متن سيارة مجهولة هاجموه بالضرب المبرح، قبل أن يلوذوا بالفرار إلى جهة غير معروفة، مشيرة إلى أن زوجها تم إسعافه إلى المستشفى بين الحياة والموت. 
لماذا؟ لأنه المزاج النزق الذي يعبر عن نفسه من وقت لآخر، وطرق شتى تؤدي جميعا نفس الغرض، إرسال مسلحين لتأديب شخص ما، تفجير بيت، مداهمة منزل، اعتقال، تشريد...، بحيث هكذا تمضي الأمور وهكذا يكون ذلك المزاج قد مارس مهامه على أكمل وجه. 
ثم يأتي دور المحللين حول ما إذا كان الاعتداء على أبو بارعة بسبب منشوره ضد رئيس هيئة الأوقاف أم أنه كان لأسباب أخرى، ومن هم بالضبط أولئك المسلحون الذي كانوا على متن سيارة "مجهولة الهوية"، وهل أنهم هم أيضا مجهولو الهوية، أم سيارتهم فحسب. 
من وجهة نظر الكاتب والسياسي محمد المقالح فإن "الاعتداء على فارس ابو بارعة ليس كالاعتداء على الدكتور ابراهيم الكبسي"، حيث "الأخير أخذ إلى قسم الشرطة بعد ما ضرب ضربا مبرحا كسرت فيه يده وأصيب بكدمات بالغة فضلا عن تحطيم سيارته، وخيّر هناك بين السجن وبين السكوت فاختار أهله السكوت!". 
ويوضح المقالح فكرته بالقول: "والمعنى أن الجهة التي اعتدت على الكبسي معروفة للقاصي والداني، أما فارس أبو بارعة فلم يؤخذ إلى قسم الشرطة ولم يخيّر هناك بين الصمت وبين السجن".
ثم يوضحها أكثر: "والمعنى أنها عصابة مجهولة حتى الآن"، معلنا في كل الأحوال تضامنه الكامل مع فارس أبو بارعة. 
لكن آخرين لا يرون الحاجة إلى هذا النوع من الاجتهاد في المقارنة بين حالة اعتداء وأخرى، والتفريق بين مسلحي قسم شرطة ومسلحين مجهولين، طالما أن كل ما يحدث هو ضمن إطار سلطة هي ذاتها التي تقمع وتعتدي وتفعل كل ما يحلو لها دون أن يحاسبها أحد.

شارك الخبر: