منير طلال
سلام على الشيخ الذي لم يركع، وعلى الجبين الذي لامس التراب طاهراً لا ذليلاً.
سلام على اليد التي حملت المصحف عمراً ثم حملت الكرامة في ساعة الموت، فكان الحرف سلاحاً، والسجود مقاومة، والبيت قلعة.
سلام على من علم الصغار آيات الرحمن، فجاءته قذائف الشيطان.
سلام لك يا من هجرت الدنيا فاحتضنت القرآن، فكان حياتك.
وعندما جاءك الموت لم تنكس رايتك، لم تنحني، ظللت شامخاً لم تنحني لغير الله.
عندما تجمعوا حولك لم يروك شيخاً كبيراً، بل رأوك منارة عملاقة أخافتهم، أرعبتهم، لأنهم أمامها أقزام.
ولهذا أرادوا إطفاءك، فأشعلت بروحك وشجاعتك روح التحدي والمقاومة، فكشفتهم وفضحتهم بأن الأقزام لا يمكن أن يرتقوا إلى سلم المجد.
حسبك أنك مت واقفا كجبال ريمة الأبية، لم تنحني، لم تؤثر فيك عنجهيتهم وغرورهم وغطرستهم.
فقد كنت بعزيمتك وإصرارك الجبار كالسيف البتار الذي يرفض الانحناء أو الخضوع.
وإن رحلت إلى السماء، فقد غرست في الأرض بذور الحكمة، واشبالا حفظتهم القرآن، سيكسرون القيود ويدكون الحصون ويهدون عروش الطغاة.