اقتحم مسلحو قبائل عنس في محافظة ذمار، ظهر اليوم، مكاتب جبايات كانت قد استحدثتها جماعة أنصار الله في المنطقة لفرض رسوم باهظة على شاحنات النيس والكري، وقاموا بإحراقها وطرد مسلحيها مع أطقمهم الأمنية، في تصعيد للقبائل احتجاجا على الممارسات الجبائية التي وصفوها بالجائرة.
وأظهرت مقاطع فيديو تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي ورصدتها شبكة النقار احتشادا غير مسبوق لقبائل عنس في الموقع الذي كانت قد اتخذت منه جماعة أنصار الله نقطة جبايات على شاحنات النيس والكري ونصبت عددا من الكانتينات كمكاتب لها، حيث قاموا بإطلاق نار كثيف صوب تلك المكاتب قبل اقتحامها وبعثرة أوراقها وإحراقها، احتجاجا على قيام نافذ في الجماعة يدعى داهم العمياء (ابو صلاح الجمل) بفرض إتاوات جديدة ومضاعفة على سائقي شاحنات نقل مادة "النيس"، ما أثقل كاهلهم وهدّد مصدر رزقهم الوحيد.
وتداول ناشطون مقطع فيديو يظهر مسلحون وهم يطلقون النار ويقومون بتدمير وإحراق الكانتينات التي نصبتها الجماغة في مواقع التحصيل، أمام مرأى ومسمع عدد من أطقم الجماعة التي انسحبت من الموقع.
ويأتي هذا التصعيد عقب يوم واحد من تحميل الشيخ محمد حسين المقدشي، أحد الشخصيات الاجتماعية القبلية في ذمار، قيادات في الجماعة بينهم محافظ ذمار ومدير أمن المحافظة ومسؤول التعبئة العامة، مسؤولية التوترات المتصاعدة، نتيجة ما وصفه بـ"اختلاق المشكلات بذريعة تنظيم قطاع النيس"، وفرض إجراءات غير رسمية وخارجة عن القانون.
وظهر المقدشي في الموقع الذي اقتحمته قبائل عنس محذرا من وسط الجموع الغاضبة بأن أي إجراء ستتخذه الجماعة سيقابل بالمثل من قبل قبائل ذمار.
وقال المقدشي: "أي واحد يشتي يواجهنا باسم المسيرة ما احنا قاعدة ولا احنا داعش، عنتقاتل احنا وهو وحقنا حق خاص".
واتهم الجمل بنقض الاتفاق الذي كان قد تم بينه وبين المقدشي وقبائل عنس، قائلا: الرجال هذا داهم العمياء واتفقنا احنا وهو ان احنا نزلنا 300 ونصلح الطريق ونعمل صندوق للمنطقة جاء بذل لي 200 ريال لكل متر امام اهل الشيولات والقلابات، انا اشتي قبيلة ما اشتي زلط، ويقول باعوا لي النيسة بـ 1000 والمقدشي يبكي يشتي زلط، ذلحين الحق حقكم وانتوا دارين ان الحق خاص صنادق يقتلعين واحنا بعدين ندخل لعند مدير الامن والمحافظ نشوف ايش يشتوا مننا".
وكان سائقو شاحنات نقل النيس في منطقة عنس نفّذوا، في أبريل الماضي، إضرابًا شاملًا احتجاجًا على مضاعفة الجبايات، حيث رفعت الجماعة تسعيرة المتر المكعب من 15 ألف ريال إلى 30 ألف ريال، بالإضافة إلى فرض ما تُسمى "زكاة الركاز"، والتي تصل إلى أكثر من 7200 ريال عن كل شاحنة.