أقدمت عناصر أمنية تابعة لسلطة صنعاء، أمس، على اعتقال والد الطفلة جنات السياغي بعد الاعتداء عليه بالضرب المبرح مع أثنين من أبنائه، خلال تنظيمهم وقفة احتجاجية أمام محكمة الاستئناف في الأمانة، للمطالبة بتحقيق العدالة في قضية ابنته ذات التسع سنوات والتي تعرضت لجريمة اغتصاب قبل نحو عامين، دون أن يصدر حتى الآن أي حكم ضد المجرم.
وتداول ناشطون حقوقيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورا للمواطن طاهر السياغي، والد الطفلة جنات، وعليه آثار دماء بعد الاعتداء عليه من قبل مجموعة أمنية مسلحة خلال الوقفة التي نظمها أمام محكمة استئناف أمانة العاصمة للمطالبة بإصدار حكم إعدام بحق الجاني المقرب من جماعة أنصار الله أحمد حسين نجاد والذي قام باختطاف ابنته جنات ذات التسع سنوات واغتصابها، في القضية المعروفة التي أثارت الرأي العام ولاقت إدانات واسعة ومطالبات بإعدام المجرم.
وأوضح الناشطون أنه تم الزج بوالد الطفلة جنات وأولاده في السجن ودخل أفراد من الأمن واعتدوا عليه أمام السجناء وتسببوا له في خدوش وكدمات ورضوض كثيرة، حتى أغمي عليه، وبعد العصر تم إسعافه إلى مستشفى تونس لتلقي العلاج.
وبحسب الناشطين، فإن اعتقال السياغي والاعتداء عليه في سجن المحكمة يأتي بغية إجباره على التنازل عن قضية ابنته، مستغربين من كل هذا الإصرار في الاستر على المجرم والتعصب بكل شراسه ضد الضحية جنات ووالدها ومحاولات إضاعة الحق الشرعي وتبرئه المجرم وإخراجه من السجن.
وحمل النشطاء سلطة صنعاء وجهازها القضائي المسؤولية الكاملة لما تعرض له طاهر السياغي، مشيرين إلى أن الاعتداء عليه يأتي للمرة الثانية من قبل سلطة تريد أن تبرئ المجرم لكونه محسوبا عليها وأحد أفراد مسيرتها القرآنية.
وأكدوا أنه حين يُضرب والد طفلة مظلومة، فقط لأنه طالب بعدالة الاقتصاص من مغتصب ابنته، ويُقابل ذلك بالتهاون والتواطؤ من قبل الجهات التي تدعي الدفاع عن حقوق الناس والانتصاف لهم، وعدم إصدار حكم الإعدام بحق الجاني، فهذه ليست سقطة قضائية، بل هو سقوط أخلاقي مدوٍّ للقضاء برمته.