• الساعة الآن 06:50 AM
  • 15℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

نيويورك تايمز: الحكومة الإسرائيلية ليست حليفتنا

news-details

نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم مقال بعنوان "هذه الحكومة الإسرائيلية ليست حليفتنا"، كتبه توماس فريدمان.

يستهل الكاتب بالحديث عن الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، الأسبوع المقبل، التي سيزور خلالها كلا من السعودية ودولة الإمارات وقطر، دون زيارة إسرائيل، ليتطرق منها إلى العلاقة بين الولايات المتحدة وحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي اعتبر أنها لم تعد حليفة لواشنطن، وفق رأيه.

وكتب: "إن سفرك إلى هناك الأسبوع المقبل ولقاءك بقادة السعودية والإمارات وقطر - وعدم وجود خطط لديك لمقابلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إسرائيل - يوحي لي بأنك بدأت تدرك حقيقة جوهرية: أن هذه الحكومة الإسرائيلية تتصرف بطرق تهدد المصالح الأمريكية الأساسية في المنطقة. نتنياهو ليس صديقنا".

يؤكد الكاتب أن الشعب الإسرائيلي، بشكل عام، لا يزال يعتبر نفسه حليفا ثابتا للشعب الأمريكي، والعكس صحيح. "لكن هذه الحكومة الإسرائيلية القومية المتطرفة، ذات التوجه المسيحاني (اليهودي المسيحي)، ليست حليفة لأمريكا. لأنها أول حكومة في تاريخ إسرائيل لا تُولي أولوية للسلام مع المزيد من جيرانها العرب، ولا للمنافع التي سيجلبها تعزيز الأمن والتعايش".

ويشير الكاتب إلى أن الأولوية الرئيسية لحكومة نتنياهو هي ضم الضفة الغربية، وطرد فلسطينيي غزة، وإعادة بناء المستوطنات الإسرائيلية هناك.

"إن فكرة أن لدى إسرائيل حكومة لم تعد تتصرف كحليف لأمريكا- ولا ينبغي اعتبارها كذلك- تُعتبر صادمة ومريرة على أصدقاء إسرائيل في واشنطن ومن الصعب عليهم تقبلها، لكن عليهم أن يتقبلوها".

وكتب فريدمان "إن حكومة نتنياهو، في سعيها لتحقيق أجندتها المتطرفة، تُقوّض مصالحنا. وحقيقة عدم سماحك لنتنياهو أن يتجاوزك، كما فعل مع رؤساء أمريكيين آخرين، أمر يحسب لك"، داعيا ترامب إلى الدفاع عما سماه "الهيكل الأمني الأمريكي" المتجسد في التحالف الأمريكي العربي الإسرائيلي الحالي، الذي تأسس على يد الرئيس الأمريكي الراحل ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته، هنري كيسنجر، بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول عام 1973، بهدف إقصاء روسيا وجعل أمريكا القوة العالمية المهيمنة في المنطقة، وفق الكاتب.

ويرى الكاتب أن هذا الهيكل الأمني برمته اعتمد إلىحد كبير على التزام أمريكي إسرائيلي بحل الدولتين – دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل – وهو التزام حاول ترامب نفسه الترويج له خلال فترة رئاسته الأولى، و"لمدة عام تقريباً، توسلت إدارة جو بايدن إلى نتنياهو أن يفعل شيئاً واحداً لأمريكا ولإسرائيل: الموافقة على فتح حوار مع السلطة الفلسطينية حول حل الدولتين يوماً ما... مقابل تطبيع السعودية للعلاقات مع إسرائيل"، الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق لإقرار معاهدة أمنية أمريكية سعودية في الكونغرس، لموازنة نفوذ إيران وكبح نفوذ الصين، وفق فريدمان.

ويقول الكاتب:"لقد رفض نتنياهو القيام بذلك، لأن المتطرفين اليهود في حكومته قالوا إنه إذا فعل ذلك فسوف يسقطون حكومته - ومع محاكمة نتنياهو بتهم فساد متعددة، لم يستطع التخلي عن حماية نفسه عبر بقائه في منصبه كرئيس للوزراء لإطالة أمد محاكمته، وتجنب عقوبة سجن محتملة".

يرى الكاتب أن نتنياهو بذلك قد وضع مصالحه الشخصية فوق مصالح إسرائيل وأمريكا، ونتيجة لذلك فإن هناك تقارير تشير إلى أن الأمريكيين والسعوديين قرروا التخلي عن مشاركة إسرائيل في الصفقة (صفقة التطبيع)، وهي خسارة حقيقية لكل من الإسرائيليين والشعب اليهودي، حسب رأيه.

وكتب: "أفادت وكالة رويترز يوم الخميس أن الولايات المتحدة لم تعد تطالب السعودية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كشرطٍ للتقدم في محادثات التعاون النووي المدني بين واشنطن والرياض".

ومضى الكاتب في انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية، وفي مقدمتها خطط نتنياهو لإعادة غزو قطاع غزة، وحصر سكانه في منطقة ضيقة مُطلةً على البحر الأبيض المتوسط من جهة، والحدود المصرية من جهةٍ أخرى، وكذلك المضي قدماً في ضمّ الضفة الغربية بحكم الأمر الواقع، "وهو بذلك، سيُعرّض إسرائيل - وخاصةً رئيس أركان جيشها الجديد، إيال زامير - لمزيدٍ من تهم جرائم الحرب، وهو ما يتوقع من إدارتكم (إدارة ترامب) حمايته منه".

كما انتقد الكاتب تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي اليميني، بتسلئيل سموتريتش، تحدث فيها عن "احتلال إسرائيلي دائم" لقطاع غزة، وحذر من أن خطط حكومة نتنياهو تجاه القطاع – إذا نفذت – لن تؤدي إلى إثارة المزيد من اتهامات جرائم الحرب ضد إسرائيل فحسب، بل وستهدد أيضاً استقرار الأردن ومصر، وهما الركيزتان الأساسيتان في هيكل التحالف الأمريكي في الشرق الأوسط، حسب قوله.

 

شارك الخبر: