نقّارون

عبد الوهاب الشرفي

‏ما أعلمه، تدريس مادة اللغة الإنجليزية من الصف الأول الأساسي هو فقط في المدارس الخاصة وليس في المدارس الحكومية. فالإنجليزية لا تبدأ دراستها إلا من الصف السابع أساسي، وقرار إلغاء تدريس اللغة الإنجليزية للثلاثة الصفوف الأساسية الأولى هو قرار ارتجالي ولا مبرر له وغير  صحيح والواضح ‏من ديباجة القرار أنها كلام إنشائي لا ﭢكثر وليس كلاما قانونيا بمسببات القرار. ولكن ما يفهم منه أن مصدر القرار يريد القول إن هناك تعثرا في تحصيل مادة القرآن ومادة اللغة العربية سببه تدريس اللغة الإنجليزية أو أن تدريس هذه الأخيرة هو على حساب القرآن واللغة العربية وهو تسبيب عجيب!!
‏وأول ما يجب توضيحه أنه بالنسبة للتعليم قبل الجامعي طبيعة مادة القرآن هي علم وطبيعة مادة اللغة العربية ومادة اللغة الإنجليزية هي مهارة، ولا تكون هاتان المادتان علما إلا في التعليم التخصصي لمن تخصص في أي منهما. وعلى ذلك فتدريس اللغة الإنجليزية من الأول أساسي ليست على حساب مادة ‏القرآن الكريم لا شكلا فللقرآن حصصه التي تغطي المنهج وللإنجليزية حصصها التي تغطي المنهج، ولا مضمونا أيضا فما يدرس هي لغة إنجليزية تكسب الطالب مهارة التحدث بها وليست مادة ثقافة غربية ليأتي تعليمها على حساب مادة القرآن، وذات الشيء بالنسبة للغة العربية لا يأتي تدريس الإنجليزية على ‏حسابها، فالمادتان تدرسان ولكل منهما حصصه الكافية للمنهج في كل سنة دراسية واكتساب الطالب مهارت العربية الفصحى ومهارة الإنجليزية مطلوبان بذات الأهمية على الأقل إن لم تكن مهارة الإنجليزية أكثر احتياجا لمستقبل الطالب بالنظر لطبيعة العلوم التطبيقية في عصرنا التي لا بد لها من الإنجليزية.
‏وهذا أولا، أما ثانيا فتعليم الإنجليزية من الأول أساسي هي ميزة كانت توفرها المدارس الخاصة وكانت ميزة جيدة بالنظر إلى أن الحكومية لا تبدأ في تدريسها إلا من السابع وبالتالي كانت نظرة الطلاب لها كمادة جديدة لا أرضية لها لديهم ويواجه عديد الطلاب صعوبة في تعلمها. وهذا من جهة، أما من جهة ‏ثانية فتدريس الإنجليزية في الخاصة من أول أساسي وفي الحكومية من سابع هو لا شك خلل يستدعي الإصلاح ضمن مفهوم واحدية التعليم في البلد. ولكن واحدية التعليم لا تكون بإلغاء الأصلح وإنما بتطوير التعليم الحكومي ليساوي الخاص بتدريس الإنجليزية من السنة الأولى. ولهذا ما كان مفترضا هو العكس واتخاذ ‏قرار ببدء تدريس الإنجليزية من الأول أساسي في الحكومية أيضا. مع ذلك فقرار إلغاء تدريس الانحليزية في الصفوف الثلاث الاولى يمكن وصفه بأعوج قرار ويمكن وصفه حرفيا بلا حاجة وافى ولا أرض قطع، فلا هو ترك ميزة التعليم الخاص كاملة ولا هو ساوى بين الخاص والحكومي في تدريس اللغة الانجليزية!!
‏فلازال تدريس هذه المادة في الخاص بعد القرار من الصف الرابع وفي الحكومي من السابع ، اتذكر هنا المدفع التركي الذي يعرف بانه يخرب بقفاه أكثر مما يخرب بقدامه وهو حل وزارة التربية  بهذا القرار الذي لا حلت به اشكالا ولا تركت إيجابيا على حاله. وتبا للمتفيقهين تنطعا لا علما.