أخبار اليمن

النقار  - خاص
أثار قرار وزارة التربية والتعليم والبحث العلمي بصنعاء منع المدارس الاهلية من تدريس اللغة الانجليزية من الصف الاول موجة واسعة من الاستياء الممزوجة بالسخرية.

المبررات التي استند إليها القرار تحولت إلى مادة للتندر، حيث برر وقف تدريس اللغة الانجليزية من الصف الأول بضعف الطلاب في القراءة والكتابة، غير أن صياغته كانت مليئة بالأخطاء الاملائية والنحوية، ما يشير إلى ان المبررات التي ساقها التعميم لم تكن سواء محاولة مكشوفة للتغطية عن الأهداف التي يرمي القرار لتحقيقها.

جاء القرار على شكل تعميم ما يوحي بأن الجماعة ارادت تمريره دون ضجيج، ولم تضع في حسبانها حجم ردة الفعل التي حصلت، والتي شارك فيها كثير من المحسوبين عليها. 

لم يكن القرار وليد لحظة صدوره بتعميم من وزير التربية والتعليم، حسن الصعدي، فقد سبق أن كشف عن فحواه عضو المجلس السياسي الاعلى، محمد علي الحوثي، عندما طالب وزارة التربية والتعليم في أبريل 2022 بإصدار قرار بإلغاء جميع المقررات الدراسية من الصف الأول الى الرابع، والاكتفاء بقراءة وحفظ القرآن الكريم فقط، وبمعدل خمس آيات يوميا،معتبرا بقاء الطفل في الفصل الدراسي 6 ساعات يوميا يعد بأنه سجن، وان تخرج الطالب حافظ القرآن خلال أربع سنوات، يوسع مدارك وينمي مواهبه. ويبدو أن تغريدة محمد علي الحوثي قبل 3 سنوات كانت لجس نبض المجتمع. 

وكشف مصدر تربوي لـ"النقار" ان قيادات في الجماعة معنية بالشأن التعليمي أفصحوا في 2019 لعشرات الموجهين التربويين الذين استدعوا لدورة ثقافية بصنعاء عن توجه لإلغاء اللغة الانجليزية في مرحلة التعليم الأساسي واستبدالها بمادة الهوية الايمانية، مبررين ذلك بتحصين المجتمع مما سموه بالأفكار الدخيلة والتغريب.

ويبدو أن الجماعة تسعى لفرض رؤيتها للتعليم على مراحل، تحسبا لردة فعل المجتمع، ويبدو أن ما شجعها لإصدار القرار الأخير، نجاحها ولعامين متتاليين في تمرير اختبار مادة الارشاد، والتى يختبرها الطلاب بعد الانتهاء من آخر مادة في المنهج المقرر، وتدور أسئلتها حول المحاضرات التي يقدمها ثقافيي الجماعة في المدارس كل أربعاء. 

وحصل "النقار" على معلومات من موجهين وقيادات تربوية افادت بأن قرارا كان على وشك الصدور في 2020 يتضمن إلغاء المقررات التي تدرسها المدارس الأهلية للصف التمهيدي، واستبدالها بتعليم اولى للقراءة، ومقرر ديني تلقيني يهدف لغرس ايدلوجية الجماعة في وعي الطفل. 

واكد قيادي تربوي رفض الكشف عن اسمه لـ"النقار" أنه حضر جانب من ورشة عمل نهاية 2020 حضرها وزير التربية والتعليم حينها يحيى الحوثي، تم فيها طرح عناوين لمادة الهوية الايمانية والارشاد، والتي تسعى الجماعة لجعلها بديلا لمادة اللغة الانجليزية في مرحلة التعليم الأساسي.

والمتتبع للمادة التي تقدم في المراكز الصيفية التي تروج لها الجماعة على نطاق واسع، يدرك طبيعة توجه الجماعة في الجانب التربوي، فالمادة التي تقدم يتم رفع سقفها الايدلوجي من عام إلى أخر، مع مساعي لتوسيع قاعدة المستهدفين كل عام، لتصل هذا العام حد فتح مراكز صيفية في كثير من الأحياء بصنعاء، مع تركيزها على الشعبية منها، وذلك لاستيعاب صغار السن أقل من 6 سنوات ومن الجنسين، وتغري الاهالي بان الهدف تعليم القراءة والكتابة وتحفيظ القرآن، ولكن بعد مرور قرابة الشهر اتضح أن الهدف ايدلوجي بحت.

يقول عمران عوض من حي الحثيلي بصنعاء ارسلت ابني (5 سنوات) إلى المركز الصيفي، ودفعت 500 ريال قيمة كتب، وبعد اسبوعين أردت أن أقف على ما استوعبه، فوجدت خرطشات في كتاب تعليم الكتابة، بينما صار يحفظ إلى حد ما قسم الولاية. 

أما عبد العليم الجعاشي من حي شملان بصنعاء؛ فاشار إلى ان ابنته (4 سنوات ونصف) صارت تحفظ قسم الولاية، وتؤديه بنفس الإشارات الجسدية لمنتسبي الجماعة، وذلك بعد قرابة ثلاثة أسابيع من التحاقها بالمركز الصيفي.

اما المدارس الاهلية التي تدرس باللغة الانجليزية فإن مستقبلها يبدو مظلما، وفي هذا السياق؛ كشف لـ"النقار" موظف سابق في إدارة التعليم الأهلى إن مشرفين ثقافيين يعملون في مكتب الوزير ناقشوا مع مختصين في الادارة ان يبدأ التعليم باللغة الانجليزية من الصف الخامس، لكن المختصين أفادوا بأن ذلك سيؤثر سلبا على استيعاب الطلاب، مبينا أن أحدهم غضب في أحد اللقاءات، ورد على المختصين بقوله: "لن نسمح بتعليم يستخدم لغة النصارى".