• الساعة الآن 06:40 AM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

"الغيرة الموجعة".. كيف يمكن التخلص منها؟

news-details

 

من لم يشعر بالوحدة وإحساس الغيرة الموجع، سواء كان ألمًا مفاجئًا في المعدة، أو انحلالًا في الركبتين، أو قشعريرة في الصدر، أو تسارعًا في نبضات القلب، أو أي أمر آخر.. يتبعها شعور بالخجل لأنّ هذه المشاعر تُصنّف عاطفة تافهة.. لكن هل الغيرة سيئة حقًا؟

إذا بحثت عن الغيرة في قاموس الجمعية الأمريكية لعلم النفس، ستجد أنّها "مدرجة كعاطفة سلبية، في بداية التعريف"، وفق ما قالته عالمة النفس وخبيرة الغيرة الدكتورة جولي هاميلتون لكبير المراسلين الطبيين لدى CNN، الدكتور سانجاي غوبتا، في بودكاسته "Chasing Life".

لكن هذا التصنيف لا ينسحب على مشاعر الغضب أو الحزن، بل نتحدث، بحسب هاميلتون، عنهما باعتبارهما عاطفة، ورأت أنّ "هناك تحيّزًا ضد الغيرة، لكن عندما نتعمّق فيها حقيقة، نجد أنّها موجودة لحمايتنا".

وقالت خبيرة التنمية البشرية "إن بحث سيبيل هارت في هذا الشأن رائع، فهو يتحدث عن كيفية ظهور الغيرة في مرحلة الطفولة، وعليه يمكننا اعتبارها حماية"، مضيفة أنها "تحاول (الغيرة) إبقاءنا على تواصل مع الآخرين العزيزين على قلوبنا. عندما نكون رضّعًا، تكون الغيرة مسألة حياة أو موت. وعندما نكبر، قد نشعر بها أيضًا على أنها مسألة حياة أو موت. لذا، من السهل تصنيف الغيرة ضمن خانة: ’هل يمكنني ألا أشعر بها أبدًا؟ إنها مجرد شعور سيء. إنها مقززة‘".

لكن إذا تعمقنا في فهمها، فقد تكون مفيدة للغاية، بل أنها تساهم ببناء علاقة حميمة مع أنفسنا ومع شركائنا".

قالت: "ارتكبتُ كل الأخطاء الممكنة عندما غيّرتُ نمط علاقتي من الزواج الأحادي إلى تعدّد العلاقات قبل 15 عامًا. أقدمت على هذا التغيير لأني كنت مدركة أنّ هذا ما أريده.. لكنه كان مؤلمًا للغاية. كانت الغيرة جزءًا كبيرًا من سبب هذا الألم الشديد. وطريقتي للخروج من المشاكل هي الدراسة. لذلك، فكرتُ أنه عليّ أن أتعلم كيف أتخلّص من هذا الشعور".

يدعم جزء ممّا وجدته هاميلتون فكرة أنّ الغيرة تتعلّق بحماية رابطة الأم والطفل، ثم حماية شريك حياتك من المنافسين. يمكن أن تقودك هذه العاطفة إلى تحديد ما هو مهم بالنسبة لك، وتساعدك على وضع الحدود. في الوضع الأمثل، تدفعك إلى التحدث مع أحبائك حول ما تتوقّعه وما هو مقبول.

وأوضحت أنّ "غالبية الناس يظنون أنّ الغيرة عاطفة غير متطوّرة، لكن في الحقيقة هي عاطفة متطورة جدًا. إنها موجودة لأنّها خدمت غرضًا ما في مرحلة ما"، مشيرةً إلى أنّ الموقف يمكن أن ينقلب بسهولة، إذ "غالبًا ما تسبّب مشاكل أكثر ممّا يتمنّى الناس.. وأحيانًا تكون الغيرة مفيدة؛ وأحيانًا تكون ضارة جدًا".

 

إذن، ماذا يمكنك أن تفعل عندما تطرق بابك الغيرة؟

إذا رأيتَ أمرًا يثير الغيرة، تحقّق جيدًا قبل التصرّف. نصحت هاميلتون بعدم التسرّع في الاستنتاجات لأنّ ذلك يُفسد علاقتك. عوض ذلك نصحت بتعلّم ملاحظة شعور الغيرة لديك في بداياتها، ولاحظ انعكاس هذه الأحاسيس على جسدك، مقترحة الاستعاضة عن هذا الشعور "بالفضول لمعرفة ما يحدث حقيقة"، لأنه بذلك تتجنّب:

 

التسرّع باتخاذ القرارات الخاطئة،

وتلك الحالة من النشوة المفرطة حيث نبدو وكأننا مجانين بعدما خرجت الأمور عن السيطرة.

واقترحت طرح السؤال التالي على نفسك: "ماذا سأفعل؟ ماذا سيحدث بعد ذلك"؟

 

لا تدخل في دوامة العار

أكدت هاملتون بأنّ مجرد الشعور بالغيرة لا يعني أنّك شخص سيّئ.

نصحت بعدم الدخول في دوّامة العار جرّاءها، و"دعونا نعتبرها أمرًا طبيعيًا. الغيرة شعور؛ إنها عاطفة. إنها موجودة لخدمة غرض. وعندما تظهر، علينا الاستماع إليها. لكن لا تُشيْطنها عندما تراها عند الآخرين أيضًا. لا تقل: "هذه غيرة، إنها مقززة للغاية!"، بل قل: "أنت تعاني من الغيرة".

 

لا تُضْفِ طابعًا رومانسيًا على الغيرة

أشارت هاملتون إلى أنّه في الأفلام، والموسيقى، والأدب الكلاسيكي، غالبًا ما تُضاف لمسة رومانسية على الغيرة. وأضافت: "في الواقع، يستمتع الكثير منا بها ولو قليلًا. نريد أن نعرف أنّ شريكنا يشعر ببعض الغيرة، وإن لم يكن كذلك، نتخذ موقفًا دفاعيًا قليلًا، كما لو أنه لا يكترث لنا".

وأوضحت أنّ "إضفاء طابع رومانسي على الغيرة قد يُمجّد العنف، ونتائج أخرى قد لا نرغب بها".

وأردفت: "عوض ذلك، أود منك إضفاء طابع رومانسي على مشاركة توقّعاتك صراحةً. لا يبدو الأمر جذابًا، لكنني أعدك أنه بمجرد أن تبدأ بفعله بانتظام، سيصبح كذلك حقيقة".

وأضافت أنّ "هناك الكثير من السلوكيات التي تثير غيرتنا، وهي أكثر دقة مثل: ماذا يعني أن يضغط شريكك على زر الإعجاب على منشورات شخص آخر على إنستغرام؟ هل لديك توقع ضمني بأنه لا ينبغي له فعل ذلك أبدًا؟ هل تحدثتما عن ذلك بالفعل، وما يعني لك إقدامه على ذلك"؟

 

لا تُفرط في التسبّب بالأذى

قالت هاميلتون: "لا تُعطّل سيارة شريكك. لا تُحطّم أي مصابيح أمامية. لا تُبالغ في ردة فعلك ".

وتابعت أنه"عندما تكون في تلك الحالة من النشوة وترى شيئًا، حتى لو كان صحيحًا، لا تتخذ إجراءً سيكلفك حريتك الفعلية، مثلًا، أو قدرتك على العودة وإقامة علاقة جديدة. عوض ذلك، تعلّم كيف تُنظّم مشاعرك وجسمك".

 

ولفتت إلى أن هذا "يبدو سهلًا، لكن تطبيقه صعب. تعلّم بعض مهارات ضبط النفس، وتعلّم كيف تُنظّم جهازك العصبي".

 

لا تحاول إثارة غيرة شريكك

لفتت هاميلتون إلى أنّنا "قد نتوهّم أنّ الغيرة دليل على الحب. لقد تعلّمنا أنّ الغيرة جزء من الحب الرومانسي العميق. لذلك، يُصبح بعض الناس مهووسين بفكرة أنهم يرغبون بأن يشعروا بغيرة شريكهم عليهم، لأن ذلك يُشعرهم بالاهتمام".

لكنها نصحت بأنه "إذا كنت تشعر بقلة الاهتمام، فأريدك إلهام شريكك للتعبير عن رغبته بطرق أخرى. كأن تتخلّص من الروتين.. ربما الوقت قد حان لتجربة بعض الممارسات والأنماط الجديدة. أو ربما للاستعانة بمعالج جنسي أو مدرب جنسي إذا كنت تشعر بنقص في التعبير عن رغبتك. أو ربما لتوسيع آفاقك أكثر".

وحذّرت من أنّ "محاولة إثارة غيرة شريكك لإثبات شيء ما ستُؤتي ثمارها"، مضيفةً أنها تُصبح لعبة أو محاولةً لفرض سيطرتك.

شارك الخبر: