خاص - النقار
كشف مصدر فني في صنعاء لـ "النقّار" عن دخول شحنات غاز منزلي مغشوش إلى السوق اليمني، مما أدى إلى تزايد الشكاوى من المواطنين حول تعطّل مواقد الغاز. وفقًا للمصادر، فإن هذه الشحنات تحتوي على تركيبة غاز غير متوازنة، ما يجعلها غير قابلة للاشتعال بشكل فعال. وتسبب ذلك في حدوث مشاكل واسعة للمستهلكين الذين اضطروا للتعامل مع أسطوانات غاز لا تعمل بالشكل المعتاد.
وقال للنقار فتح ردمان، الذي يعمل في محل حلويات، عن تجربته مع الغاز المغشوش قائلاً: "قبل شهرين كنت أستخدم الأسطوانة لمدة خمسة أيام، لكن الآن لا تكفي أكثر من ثلاثة أيام، رغم أنني لم أستخدمها بشكل مكثف." وأضاف للنقار بليغ دحان، الذي يعمل في مطعم للأسماك: "فتحنا الأسطوانة ووجدنا الغاز، لكن لم تشتعل النار. ظننا أن هناك خللاً في الجهاز، لكن المشكلة كانت في الغاز نفسه". كما أشار دحان إلى أن الأسطوانات تنفد بشكل أسرع من المعتاد، مع انخفاض واضح في جودتها.
المصادر الفنية أضافت أن بعض شحنات الغاز لم تضاف إليها مادة "ميركابتان"، وهي المادة التي تُضاف للغاز لإعطائه رائحة مميزة، تتيح للمستهلكين اكتشاف تسربه بسهولة. غياب هذه المادة، وفقًا للمصادر، يزيد من خطر انفجارات الأسطوانات في حال حدوث تسرب غير ملحوظ. بالإضافة إلى ذلك، أكدت المصادر أن الشحنات المغشوشة تحتوي على نسبة منخفضة من الغاز القابل للاشتعال، مما يجعل استخدامها غير فعال وخطير.
وأضافت المصادر أن النقص في حجم الغاز داخل الأسطوانات يعد من أبرز المشكلات، حيث أُفترض أن تحتوي الأسطوانة على 26.5 لترًا من الغاز، لكن هذه الأسطوانات تُباع بـ 20 لترًا فقط، ما يعني أن 6.5 لترًا من الغاز تُنهب قيمتها، الأمر الذي يزيد من معاناة المواطنين بشكل واضح.
تأتي هذه الشكاوى في ظل انعدام تام لحماية المواطن، مما يعكس غياب الرقابة الفعّالة على السلع الأساسية التي تؤثر بشكل مباشر على حياة الناس. يرى المراقبون أن حالات الفساد المالي والإداري التي تتفشى في سلطة صنعاء هي السبب وراء صفقات الغاز المغشوش، كما يحدث في صفقات البترول والديزل.