• الساعة الآن 06:34 PM
  • 25℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ماذا أبقت جماعة الأنصار من حرمة للمرأة؟

news-details



خاص - النقار
يقدم أنصار الله أنفسهم كجماعة ينعدم الفارق فيها بين صوت المرأة وصوت الرجل، لكن لصالح الأخير دائما، حيث كل ما عداه فـ"عورة". وبالتالي تقترب حد التماهي من جماعات التزمت الأخرى في نظرتها للمرأة، في الوقت الذي تظل تعتبر نفسها مختلفة تماما. فتلك بالنسبة لها صنيعة الإسلام السلطوي، أما هي فنابعة من مسيرة قرآنية ذات صبغة إيمانية خاصة. لكن تلك الصبغة الإيمانية الخاصة لا تمنعها من أن تنظر للمرأة ككائن ليس من حقه أن يتحدث أو أن يدلي برأيه في موضوع من المواضيع. وإن هي غامرت فلا تلومن إلا نفسها، حيث سيتحول الجميع إلى ضباع تنهشها بلا رحمة. فماذا تبقى من حق المرأة يا ترى في ظل جماعة وجدت نفسها قد أصبحت سلطة حاكمة؟! 
سكينة، مثلا. هذا الاسم الحاضر بقوة في الموروث الزيدي كصوت نسائي ثقافي اجتماعي حافل كان لديه صالون أدبي فني يجتمع إليه الأدباء والشعراء والمغنون ويلقي كل منهم بما لديه، فيدلي هو بدلوه بكل ثقة ويسمعون صوته يشاركهم وينتقدهم ويستحسن ويصوب ويخطئ ...الخ. على الأقل ذاك ما سجله التاريخ عن سكينة بنت الحسين التي لم تكن إلا عمة زيد بن علي بن الحسين، حيث صوت المرأة هناك مسموع مثله مثل صوت الرجل ولم يحدث أن حاول أحد إسكاتها باعتبار صوتها عورة ولا اتهم رأيها في مسألة من المسائل بأنه مجون أو خارج عن الأدب.
لكن هذا الاسم (سكينة) لم يشفع لابنة القيادي في الجماعة حسن زيد في أن تعبر عن رأيها في هذا الموضوع أو تلك المسألة. حتى لو كانت مسألة بسيطة. فبمجرد أن قالت يوما في صفحتها على فيسبوك وإكس إن الغناء الصنعاني يعجبها، قامت قيامة جماعة المؤمنين وشُن عليها من السباب والشتم والإساءات ما لا حصر له. لكنها كانت من الشجاعة بأن أصرت على موقفها والتشبث برأيها مهما كانت الإساءات، مخاطبة الجماعة بالقول: "تأكدت انكم لا تقبلون إلا بالتابع المطيع، وأي رأي أو تفكير حر في أي موضوع مهما كان بسيطا وهامشيا لا تقبلون به أبداً وتتهمون صاحب الرأي وتشككون به وتمسحوا به البلاط.. طبيعة فكركم وتكوينكم هكذا ببساطة ووضوح". 
كان ذلك قبل حوالي سنة من الآن، ثم استجد رأي لسكينة زيد في كون ملازم مؤسس الجماعة حسين الحوثي ليست قرآنا، فكتبت رأيها على صفحتها الخاصة لتقوم قيامة الجماعة المؤمنة من جديد وتحشد لها ذبابها الإلكتروني الجاهز لكل إساءة، بحيث أن ما تلقته طيلة الأيام الماضية من سباب وشتم وقذف ولعن وتشكيك واتهام بعرضها وشرفها من قبل ذلك الذباب بأسمائه الحقيقية والمستعارة على حد سواء يكفي ليقال لهم: ماذا أبقت صبغتكم الإيمانية الخاصة من حرمة للمرأة؟

شارك الخبر: