• الساعة الآن 01:54 AM
  • 15℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

صراع النفوذ بين المشرفين والعسكريين في تعز الحوبان

news-details

كشف الصراع داخل مجموعة الشيباني التجارية عن جانب من صراع مراكز النفوذ داخل سلطة محافظة تعز الواقعة تحت سيطرة جماعة أنصار الله.

ومؤخرا، تسربت وثيقة تكشف عن رفض مدير أمن تعز، شكري مهيوب عبد الله، توجيهات القائم بأعمال المحافظ، أحمد أمين المساوى، بالسماح لشركاء مصنع الطلاء “كميكو” التابع لمجموعة الشيباني بدخول المصنع ومقابلة إدارته.

ورغم أن التوجيه صدر في 22 فبراير 2025، إلا أن مدير الأمن رفض تنفيذه، وهو ما كشف عن مبلغ يصل إلى 160 مليون ريال، دُفع مقابل “الحماية الأمنية” للمصنع ومنع الشركاء من دخوله.

هذه التسريبات تفضح جزءا من الصراع داخل سلطة تعز المعينة من قبل جماعة أنصار الله، فالمساوى يشغل منصب القائم بالأعمال منذ أبريل 2023، لكنه لا يملك سلطة حقيقية على مدير الأمن، رغم أنه قانونيا رئيس اللجنة الأمنية في المحافظة.

من يدير تعز تحت سلطة صنعاء؟

يسيطر أنصار الله على مديريات التعزية، وماوية، وخدير، وشرعب السلام، وشرعب الرونة، ومعظم مديريتي حيفان ومقبنة، إضافة إلى أجزاء من مديرية صالة شرق مدينة تعز، وأجزاء قليلة من مديريتي سامع والصلو.

لكن المعلومات التي حصل عليها “النقار” من مصادر متعددة تؤكد أن السلطة الفعلية في هذه المناطق ليست بيد المحافظ أو مدير الأمن، وإنما بيد المشرفين والقادة العسكريين، إذ يتلقى مدير الأمن توجيهاته منهم، بينما يواجه القائم بأعمال المحافظ صعوبات كبيرة في إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة الجماعة، لأن مدراء المديريات ومدراء الأمن يتم تعيينهم مركزيا بترشيح من المشرفين والقيادات العسكرية.

ويكشف مصدر واسع الاطلاع لـ”النقار” أن هناك مشرفا عاما للمحافظة، إضافة إلى مشرفين على القطاعات الحيوية، مثل الأراضي والعقارات، والمصانع، والمنشآت، والقطاعات الإيرادية. ووفقا للمصدر، فإن عبد الكريم النواري، المشرف العام للمحافظة، وقائد المنطقة العسكرية الرابعة، عبد اللطيف حمود المهدي، ومعاونيهم من المشرفين والعسكريين، هم من يشكلون السلطة الحقيقية في تعز.

أموال الحماية.. لمن تذهب؟

وفي ظل الصراع بين القائم بأعمال المحافظ ومدير الأمن، فإن من يتحكم بمستوى هذا الصراع ويوجهه هم المشرفون والقادة العسكريون. فالأموال التي تُجْبَى مقابل “حماية” مصنع كميكو الواقع في منطقة الربيعي بمديرية التعزية، لا تذهب إلى مدير الأمن والستة الأفراد المسؤولين عن الحماية، بل تذهب أغلبها إلى قيادة المنطقة العسكرية والمشرفين.

وبحسب مصادر “النقار”، فإن المبلغ المفروض شهريا مقابل “الحماية” فرضه قائد المنطقة العسكرية والمشرف، ويصل إلى 6 ملايين ريال، فيما لا يحصل مدير الأمن وأفراد الحماية إلا على الفتات.

الصراع بين المشرفين والقادة العسكريين

يشير مصدر سياسي إلى أن تكرار تغيير محافظي تعز، والذين بلغ عددهم خمسة منذ بداية الحرب، يعود إلى الصراع بين المشرفين والقادة العسكريين، أو إلى الصراع المباشر بين المحافظين وهذه المراكز النافذة. فقد تناوب على المنصب كل من عبده محمد الجندي، وأمين محمد البحر، وسليم محمد مغلس، وصلاح عبد الرحمن بجاش، وأخيرا أحمد أمين المساوى.

وأكد مصدر في السلطة المحلية بالحوبان أن جميع المصانع في مناطق سيطرة جماعة أنصار الله بتعز تُجبر على دفع مبالغ شهرية كبيرة تحت بند “تسهيلات”، ومعظم هذه الأموال تذهب إلى المشرفين والقادة العسكريين والأمنيين. ويضيف المصدر أن إقالة المحافظ صلاح عبد الرحمن بجاش جاءت نتيجة صراعه مع هؤلاء القادة بعد محاولته ممارسة صلاحياته كمحافظ.

هل الصراع في تعز مقدمة لإقالات جديدة؟

مصدر آخر مقرب من السلطة المحلية في الحوبان يرى أن الخلاف بين القائم بأعمال المحافظ ومدير الأمن ما هو إلا انعكاس لصراع أوسع بين المشرفين والقادة العسكريين، موضحا أن المساوى أكثر ارتباطا بالجانب الإشرافي، بينما يتبع مدير الأمن النفوذ العسكري.

ويكشف المصدر أن قائد المنطقة العسكرية الرابعة، عبد اللطيف حمود المهدي، وأركان حرب المنطقة، حمود دهمش، المعينان منذ أبريل 2017، أصبحا يملكان مساحات شاسعة من الأراضي والعقارات في الحوبان، ومفرق ماوية، والجندية، وشارع الستين. هذه التوسعات أثارت حفيظة بعض المشرفين، وكذلك بعض وكلاء المحافظة المرتبطين بهم، مما ولّد حالة من الصراع قد تفضي إلى إقالات جديدة لنزع فتيل التوتر، خاصة مع تصاعد الخلاف إلى المكاتب التنفيذية في المحافظة، حيث بدأت الإقالات والتعيينات تظهر كجزء من هذا الصراع المتصاعد.

شارك الخبر: