رجح ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قيام سلطة صنعاء، باعتقال الناشط المحسوب على جماعة الأنصار إسماعيل الجرموزي، بسبب آرائه الناقدة وكشفه عن ملفات فساد لبعض المسؤولين.
وأوضح الناشطون أن الجرموزي توقف منذ يومين عن النشر في حسابيه على منصة فيسبوك وإكس، دون إنذار مسبق، مشيرين إلى محاولة عدد منهم التواصل معه دون فائدة، وهو ما يرجح قيام سلطة صنعاء باعتقاله.
وكان الجرموزي، وهو أحد موظفي الأوقاف، قد دخل في خلافات إدارية مع أحد المسؤولين قبل سنوات، فتم اعتقاله عام 2019 لعدة أشهر، من قبل جهاز الأمن والمخابرات التابع لسلطة صنعاء.
وبعد إطلاق سراحه لجأ الجرموزي إلى مواقع التواصل الاجتماعي لنشر مظلومياته، وبسبب ذلك تعرض لعدة تهديدات وللإقصاء من عمله الوظيفي. كما تم استدعاؤه من قبل نيابة الصحافة أكثر من مرة.
كما أنه في الفترة الأخيرة نشط في انتقاد ومعارضة كثير من مسؤولي وسياسات سلطات صنعاء، وكتب عن بعضهم بحدة، وهو ما لا تقبله سلطة صنعاء.
وبحسب الصحفي والناشط الإعلامي فؤاد النهاري، فإن الجرموزي يعاني أوضاعاً معيشية صعبة للغاية، كما يعاني من بعض الأمراض المزمنة كالسكر، وقد دفعته هذه الظروف إلى تكثيف نشاطه الناقد للمسؤولين بصنعاء.
وذكر النهاىي أنه بالرغم من السجن والانتهاكات التي تعرض لها الجرموزي، إلا أنه لا يحظى بأي تضامن يذكر من قبل نشطاء التواصل الاجتماعي والإعلام، مؤكدا أن اعتقاله الأخير يأتي على ذمة آرائه الناقدة للسلطة، وكشفه عن ملفات فساد لبعض المسؤولين.
النهاري ناشد "سلطات صنعاء ولدواع إنسانية الكف عن أذى المواطن المستضعف إسماعيل الجرموزي وإطلاق سراحه، فلديه أطفال وأسرة تنتظره بألم كبير"، مشيرا إلى أنه "لا يوجد مبرر لهذا الاعتقال. فالجرموزي ليس عنصرا خطراً، ولا يهدد الأمن القومي للجماعة. ليس سوى مواطن بسيط دفعه الظلم الذي لحقه إلى الحدية في الطرح، وفي التعبير عن الرأي".
وتساءل عن "مصلحة الجماعة في صنع أعداء خاصة من أولئك الذين كانوا من أنصارها أيام الاستضعاف"، في إشارة إلى عدد من الناشطين المحسوبين على جماعة أنصار الله من بينهم إسماعيل الجرموزي وكذا الجرموزي الشاعر الذي أصدرت نيابة الصحافة أمس الأول توجيها باعتقاله، بسبب نقده لمسؤول محلي في مديرية السبعين بالعاصمة وكشفه ملفات حول قضايا فساد تتعلق بذلك المسؤول.