• الساعة الآن 07:06 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الشعب هو من يدفع ثمن صراع الساسة

news-details

 

صالح هبرة

الشعب هو من يدفع ثمن صراع الساسة، وهو وحده (الشعب) القادر على تغيير وإصلاح الوضع له وللأجيال من بعده.
إلى متى سنستمر في الضحك على أنفسنا واستغباء عقولنا في تزييف حقيقة واقعنا.
أعتقد أن الكل يعرف أن مشكلة اليمن في الأساس داخلية وليست نتاج دول الإقليم أو غيرها.. ولا في إيران ولا السعودية؛ *لأنها إنما هي دول تحركها  وتحكم سياساتها وعلاقاتها  المصالح، وتستغل أي ظرف لخدمة مصالحها*.
انماعندما تجد من يُعبّد لها الطريق داخل أي بلد آخر.
إن مشكلة اليمن تتلخص في  فئتين تتصارعان على السلطة: "المجلس السياسي الأعلى" في صنعاء، و"مجلس القيادة الرئاسي" في عدن.
كلا المجلسين لا يقبلان ببعضهما البعض، ولا يؤمنان بمبدأ الشراكة في إدارة اليمن.
وبالتالي يسعى  كل طرف وبشتّى الوسائل لتعزيز نفوذه بهدف التفرد بالسلطة.
ولأن الشعب في النهاية هو صاحب القرار فإن كل طرف يعمل على كسب تأييد الشعب لمواقفه، وصار كل طرف يطلق عبارات التخوين والتشويه ضد الآخر لضمان كسب  الشعب الى جانبه؛ ما أدى لانقسام شعبي واسع، وإحداث شروخ مجتمعية كبيرة يصعب لملمتها.
الطرفان يرفعان شعار  (مصلحة الشعب وحماية الوطن) لكنهما يخفيان جوهر المشكلة وهي: (التفرد بالسلطة).
ونتيجة لقوة اندفاعهما نحو تحقيق الهدف الأساس  (التفرد بالسلطة) سخراكل إمكانيات الشعب لخدمة الهدف الذي يخفونه ويسعون لتحقيقه؛ تاركين الشعب خلفهم وكأنه لا يعنيهم؛ ماجعل الشعب يمر بأزمة لم يسبق له أن مربمثلهاعلى مدى  تاريخه الطويل.  
إن كلا الطرفين يكذبان ويُزيّفان حقيقة الواقع  ويرفعان شعارات كاذبة يخادعون بها  الشعب بينماالواقع يشهد أنهم لكاذبون.
مما يؤكد ذالك :أنه لو تنازل أحد الطرفين للآخر وقبل به أن يحكم بمفرده  لانتهت كل المشاكل ولاختفت كل عبارات التخوين وانتهت  كل الشعارات بما في ذلك علم فلسطين، فلن تكد تجده على كتف مواطن، وحتى الأشجار والزّين على قبور  من استهلكتهم الحروب ستختفي، والمحاضرات وأصوات المكرفونات لن تعد تسمع لها همسا.
إن عدم وعي الشعوب يمثل مصيبة للشعوب نفسها.  
قبح الله شعبا قبِل لنفسه أن يكون أداة لتدمير نفسه،  وسلطة أراد لها الشعب البقاء فأرادت له الجوع والفناء. 
متى سيعي الشعب أن السلطة أتت لتخدمه ويدرك أنها مهما قدمت له من خدمات فإنماهو حزء من حقوقه لكن الشعب الذي يبحث عن مبررات جوعه وفقره وموته هو شعب يسير بحاضره ومستقبله نحو الهاوية وهو ما سيقف بين يدي الله موقفا صعبا يحاسب عليه.

شارك المقال: